الإبادة الجماعية تجري في غزة والأخبار المزيفة تنتشر والتواطؤ المباشر لوسائل الإعلام الغربية في نشر الدعاية الكاذبة لإسرائيل (1)

نشر الصحفي البريطاني جوناثان كوك المعروف بنشاطه عن الجرائم التي ترتكبها إسرائيل في فلسطين، مقالاً مطولاً يكشف فيه دور الإعلام الغربي في إخفاء الحقائق وتشويهها عن الإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل في قطاع غزة مشيراً إلى أن وسائل الإعلام الغربية، بما في ذلك الشركات الكبرى مثل بي بي سي تتورط في ترويج روايات كاذبة تحجب طبيعة ما يحدث وتقدم الإبادة الجماعية على أنها سلسلة من الأحداث المتناثرة وليست سياسة متعمدة.

يقوم هذا المقال على تحليل بعد الأحداث الأخيرة المتعلقة بالهجوم الذي جرى في منطقة الزيتون.

الكذب كأساس للتبرير

يؤكد كوك أن حملة الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة كانت مصحوبة بسلسلة من الادعاءات الصاخبة منذ البداية والتي يمكن دحضها بسهولة عن قطع رؤوس الأطفا وشيّ الأطفال في الفرن والاغتصاب الجماعي.

استخدمت أجهزة الداعية الصهيونية هذه الروايات الكاذبة لتبرير المجزرة والمجاعة المصطنعة في غزة والتي اعترفت بها الأمم المتحدة رسميا بتحريض من إسرائيل.

ترحب وسائل الإعلام الغربية الرئيسية مثل هيئة الإذاعة البريطانية بهذه الروايات المزيفة بدلاً من رفضها وتتجاهل شهادات الصحفيين الفلسطينيين الذين يقدرون على تسليط الضوء على الحقيقة.

لسنا نستغرب هذا الاتجاه لأن الإعلام الغربي ينكر بشكل منهجي الجرائم الإسرائيلية ويفضل التركيز على حالات استثنائية مثل الهجوم الأخير على مجمع ناصر الطبي الذي قتل فيه الصهاينة أكثر من 20 شخصاً بينهم 5 صحفيين وكذلك أطباء.

تعرضه هذه الوسائل للإعلام هذه الأحداث على أنها أخطاء عشوائية أو حوادث مثيرة للجدل وبدل أن تنظر إلى هذه الأحداث كجزء من سياسة ممنهجة للإبادة الجماعية بحيث يهدف هذا النهج الإعلامي إلى إخفاء تفاصيل الإبادة الجماعية التي تجري في غزة.
مهاجمة شهود عيان
أحد النقاط البارزة الرئيسية في المقال المنشور هو القتل المتعمد للصحفيين الفلسطينيين. قتلت إسرائيل على مدى الأشهر الـ 22 الماضية أكثر من 200 صحفي، بينهم خمسة من موظفي الجزيرة قتلوا نتيجة لهجوم على مجمع ناصر الطبي.

يبدو أن هذه الأعمال تهدف إلى القضاء على الذين يشهدون جرائم الصهاينة. قلما أبدت وسائل الإعلام الغربية رداً على عمليات القتل هذه، وهو ما يتنافى مع تغطيتها لمقتل الصحفيين في الصراعات التي تجري في مناطق أخرى مثل أوكرانيا.

على سبيل المثال، يزعم هذا الصحفي بعد مقتل صحفي الجزيرة إسماعيل الغول في يوليو 2024، أنه كان يعمل للجناح العسكري في حماس ويستشهد بوثيقة محددة تعود إلى عام 2021 ويفترض أنه عثر عليها على كمبيوتر حماس.

لم تقدم إسرائيل قط أي وثيقة ولم تصر وسائل الإعلام الغربية على عرضها، ما يدل دلالة واضحة على التواطؤ المباشر للإعلام الغربي في نشر دعاية كاذبة إسرائيلية.

دور الحكومات والشركات الغربية

يسلط الكاتب الضوء على طبيعة دعم الحكومات والشركات الغربية لتصرفات إسرائيل ويستشهد بتقرير أعدته المقررة الخاصة للأمم المتحدة فرانشيسكا ألبانيز التي بينت فيه أنه كيف تستفيد الشركات الغربية الكبرى بما في ذلك شركات تصنيع الأسلحة وشركات التكنولوجيا، من المجزرة التي تجري في غزة.

لقد تحولت المجزرة التي تجري في غزة إلى اقتصاد إبادة جماعية كما تقول ألبانيز حيث أصبح الاحتلال عملاً مربحاً. تواصل الحكومات الغربية مثل المملكة المتحدة، تعزيز مساهمتها على الرغم من حكم محكمة العدل الدولية بأن الاحتلال الإسرائيلي غير مشروع.

على سبيل المثال، يشير هذا الصحفي إلى حالة شركة Elbit Systems البريطانية وشركة تصنيع الأسلحة الإسرائيلية التي تستخدم طائراتها المسيرة في غزة. حظرت الحكومة البريطانية منظمة العمل الفلسطينية التي تعارض بيع الأسلحة لإسرائيل بعد الضغط الذي مارسه لوبي Elbit
فإن هذا دليل على القمع المتعمد للاحتجاجات والانتقادات دعما للسياسات الإسرائيلية كما يقول كوك.

الكاتب: أبو عامر (خالد الحموي)