
دور الولايات المتحدة وتأثير اقتراح قوات قسد الكردية العلمانية عن تغيير اسم سوريا على بنية البلاد
نحن نعلم أن الأكراد العلمانيون في قوات سوريا الديمقراطية طرحوا مبادرات راديكالية خلال المفاوضات التي جرت في الاجتماع الثلاثي الذي عقد بحضور الرئيس السوري أحمد الشرع وقائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي والمبعوث الأمريكي توم باراك حيث شملت هذه المقترحات تغيير اسم الدولة السورية وإنشاء حالة خاصة لقواتها المسلحة. رفض الأكراد كذلك جميع المقترحات التي قدمتها هيئة تحرير الشام التي تحكم على دمشق، المقترحات التي تركز على الحفاظ على دولة واحدة ودمج قوات سوريا الديمقراطية.
اقترح وفد كردي أن تغير دمشق بشكل رسمي اسم البلاد وأن تحذف مصطلح “العرب”. فنوقشت هذه المبادرة التي تهدف إلى منح المزيد من الحكم الذاتي للأكراد داخل المنطقة الاقتصادية السورية الخاصة خلال اجتماع ثلاثي عقد في 9 يوليو في العاصمة السورية دمشق حيث حضر الاجتماع الرئيس أحمد الشرع وقائد قوات سوريا الديمقراطية الكردية مظلوم عبدي والممثل الخاص للولايات المتحدة توم باراك.
دعت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) إلى حذف كلمة “العرب” من اسم البلاد وتطبيق نظام اللامركزية وإدراج قواتها ككتلة مستقلة في الجيش السوري.
رفضت دمشق مرة أخرى فكرة الفيدرالية وتمسكت بمشروع الدولة الموحدة وألحت على دمج القوات الكردية في الجيش الوطني دون أي حالة خاصة.
إن الإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا هي كيان يتمتع بالحكم الذاتي وتسيطر عليه بشكل أساسي القوات الكردية العلمانية وتمثل قوات سوريا الديمقراطية (قسد) جناحها المسلح وهي التي لم تعترف بها الحكومة السورية بشكل رسمي بحيث تتعرض لانتقادات شديدة تركية. أما الإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا تتمتع بدعم أمريكي فعال.
وقّع الشرع وعبدي في 10 مارس على اتفاق يوجب دمج المقاتلين الأكراد في القوات المسلحة للحكومة الانتقالية. كما اتفق الطرفان على أن تحكم الحكومة الجديدة السورية على المنشآت المدنية والعسكرية، بما في ذلك المطارات وحقول الغاز والنفط التي تقع في المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية.
كان العامل الرئيسي الذي أثر على قرار قوات سوريا الديمقراطية للتوصل إلى اتفاق مع دمشق هو انسحاب القوات الأمريكية من المنطقة. فأدى هذا الموقف إلى إضعاف الأكراد العلمانيين أمام التهديد الخطير الذي تمارسه تركيا.
قال زعيم الأكراد العلمانيين في شهر أبريل إن سوريا الجديدة بحاجة إلى اللامركزية والفيدرالية ولكن السلطات في دمشق وصفت هذا البيان بانحراف صارخ عن الوحدة الوطنية.
ثم أعرب المبعوث الأمريكي توم باراك عن خيبة أمله من المفاوضات الكردية المطولة وحثهم على الإسراع في خطواتهم نحو حل وسط.
تتزايد الضغوط الأمريكية وسط تحول جذري في نهج واشنطن تجاه سوريا. وقّع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على أمر تنفيذي في 30 يونيو لرفع نظام العقوبات الأمريكي عن سوريا لكي تصبح إعادة العلاقات مع الولايات المتحدة متاحة بعد توسط سعودي إذ نظم السعوديون اجتماعاً عقد في الرياض في 14 مايو بين الشرع وترامب.
هنا يتضح أن الخيار الأفضل للولايات المتحدة وتركيا وحلفائها الآخرين أي الصهاينة وآل سعود والإمارات والأردن هو الرئيس السوري أحمد الشرع.إذن هذا هو السبب في تزايد استياء واشنطن من أكراد قوات سوريا الديمقراطية.
الكاتب: صلاح الدين الأيوبي (أبو محمد العفريني الكردي)