
موقف أحمد الشرع من المهاجرين يشبه موقف من يريد تنظيم قوات فاغنر
منذ زمن طويل خاصة بعد تسليم دمشق إلى الجولاني وعصابته، تم انقسم المهاجرون والأنصار الذين دعموه إلى مجموعتين رئيسيتين:
– لاتزال مجموعة تبقى مع الجولاني وأصبحت تحمي إسرائيل ومصالح الولايات المتحدة والغرب على الرغم من خيانة الجولاني والانحراف الذي ظهر منه ومن حكمه إذ تخلوا عن القيم الجهادية والقضية الفلسطينية وأهل الدعوة والجهاد.
– أما المجموعة الأخرى فهي انعزلت وشرعت تشاهد الأحداث رغم أنها تستطيع مواصلة الجهاد ليعزز صمتها موقف هؤلاء المنحرفين.
يحتاج المهاجرون الذين تحالفوا مع الجولاني إلى أن ينتبهوا إلى نقطتين هامتين:
1. هل هم تركوا اوطانهم وهاجروا إلى سوريا لإقامة حكومة ليبرالية علمانية تحمي إسرائيل ومصالح الولايات المتحدة والغرب؟
2. هل موقف خلفاء بشار الأسد وأسيادهم مثل الولايات المتحدة، منهم يختلف عن الموقف تجاه قوات فاغنر التي أثبتت ولاءها ولكن يجب الاحتواء عليها؟
انظر نظرة إلى ما قيل عنك:
قال السفير الأميركي لدى تركيا توماس باراك الذي عين مبعوثاً خاصاً للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى سوريا الشهر الماضي رداً على مراسل رويترز في دمشق عن موقف واشنطن من تجنيد المقاتلين الأجانب في جيش الجولاني: “يمكن القول إن هناك تفاهماً شريطة أن تكون هناك شفافية. فمن الأفضل إبقاء هؤلاء المقاتلين الذين أظهر الكثير منهم ولاءه للحكومة السورية الجديدة، ليكونوا في مشروع حكومي بدلاً من تهميشهم.”
وهذا يعني أن الكفار والمحاربين والمحتلين الأجانب يرضون عن هؤلاء المهاجرين. يقول الله وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (البقرة:120)
قال الشيخ عبد الله عزام رضي الله عنه : ” عندما رأيت أن اليهود والنصارى يرضون عنك، فأعد النظر في إيمانك ” .
ثم قال مصدران مقربان من وزارة الدفاع السورية لرويترز إن أحمد الشرع ومستشاريه أكدوا في محادثات مع أطراف غربية بأن تجنيد المقاتلين الأجانب في الجيش يحمل خطراً أمنياً أقل من تركهم، لأنه إذا تم استبعادهم، قد يجندهم تنظيم القاعدة أو داعش.
وبناء على ذلك، تم تجنيد هؤلاء اللاجئين في وحدة حديثة في الفرقة 84 التابعة للجيش السوري.
والجدير بالذكر أن الخبير في شؤون الجماعات الجهادية في دمشق عباس شريفة قال لوكالة رويترز إن المجندين في الجيش أظهروا ولائهم للقيادة السورية وتم فحصهم أيديولوجيا.
يعني هذال التصريح أن هؤلاء المهاجرين لديهم معتقدات وأنماط تفكير وتيار أقرت به جماعة الجولاني وأسياده مثل الولايات المتحدة وغيرها من الكفار وصهاينة العرب نحو الإمارات العربية المتحدة وآل سعود وقطر الذين يدفعون رواتبهم.
ثم قال المسؤول السياسي في حزب تركستان الإسلامي عثمان بغرا لوكالة رويترز معترفاً إن “هذه الجماعة تم حلها رسمياً ودمجها في الجيش السوري وتعمل الجماعة حالياً تحت إدارة وزارة الدفاع وتلتزم بالسياسات الوطنية”.
إن استمرار الجهاد وإكماله خيار ديني فحذار من التحالف مع أعداء الثورة وجهاد.
الكاتب: أبو أسامة الشامي