
إيران تردّ وإسرائيل تواصل القصف
بددت الأحداث التي وقعت بعد تسليم دمشق لأحمد الشرع والأقوال والأفعال التي أطلقها الجولاني خلال هذه الفترة، الشكوك التي وجدناها سابقا حول تحول الجولاني إلى صهيوني عربي آخر يحمي الكيان الصهيوني.
صار اليوم هذا الشك حقيقة عما إذا كنا نقاتل إيران وحلفاءها طوال هذه السنوات وندعم الجولاني في مواجهة الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي والكيان الصهيوني؟ تحمل الأحداث الأخيرة في الحرب السائدة بين إيران والكيان الصهيوني وردّ فعل حماس والجهاد الإسلامي والشعب الفلسطيني بشكل عام عن هذا الحادث رسائل مهمة بأننا بحاجة إلى التريث.
نحن نعلم أنه بعد مضي ساعات من بدء القصف العنيف للطائرات الحربية الصهيونية على إيران، أطلقت إيران وابلاً ضخماً من الصواريخ الباليستية باتجاه تل أبيب ثم المناطق الأخرى من جنوب وشمال فلسطين المحتلة.
وردت طهران بإطلاق صواريخ على تل أبيب في 13 يونيو، ما تسبب في عدة إصابات مباشرة، بما في ذلك هجوم على مقر الجيش الإسرائيلي.
وقال الحرس الثوري الإيراني في بيان بعنوان “الوعد الصادق 3” إن طهران استهدفت عشرات الأهداف والقواعد العسكرية والقواعد الجوية في جميع أنحاء إسرائيل.
أسفر العدوان الأمريكي الإسرائيلي الذي بدأ ليلة الجمعة عن مقتل العديد من العلماء النوويين وكبار أعضاء الحرس الثوري الإيراني.
حاولت الدفاعات الجوية الإيرانية صد الهجوم وإسقطت عدة طائرات بدون طيار إسرائيلية اقتربت من المنشآت النووية الاستراتيية كما أفادت وسائل الإعلام الإيرانية.
اهتم الحوثيون في اليمن بما يجري. فهم لقد شنوا هجمات بالصواريخ الباليستية على عدة مواقع في إسرائيل حيث دوت صفارات الإنذار في القدس المحتلة.
وقال متحدث باسم عصابة قتل الأطفال التابعة للجيش الإسرائيلي للصحفيين يوم الجمعة قبل وصول الصواريخ الإيرانية: “نحن نشهد حدثاً تاريخياً. هذه ليست عملية، بل إنها حرب خُطط لها على بعد 1500 كيلومتر من إسرائيل”.
شن الصهاينة في 13 يونيو هجمات مفاجئة على جميع أنحاء إيران حيث استهدفت هذه الهجمات المنشآت النووية الإيرانية وقواعد الجيش ومستودعات الصواريخ والمناطق السكنية إذ تم التأكيد على ما لا يقل عن 78 حالة وفاة مدني وإصابة 329 إصابة بشكل غير رسمي.
قال المرشد الأعلى علي خامنئي بعد بدء العدوان الأمريكي الإسرائيلي على إيران: ” خلقت إسرائيل مصيراً مريراً ومؤلماً لنفسها بهذه الجريمة وسوف تواجه هذا المصير. يجب أن تنتظر عقوبة قاسية، لأن اليد القوية للقوات المسلحة الإيرانية لن تتركها وشأنها إن شاء الله”.
صدت الطائرات الأمريكية والبريطانية هجوم الطائرات الإيرانية بدون طيار بحسب ما ورد في وسائل الإعلام. أما الصواريخ فقد وصل ما يتراوح بين 300 إلى 400 صاروخ إلى أهدافها.
وذكرت صحيفة هآرتس اليهودية أن الصواريخ الإيرانية دمرت تسعة مواقع بالكامل وألحقت أضراراً بمئات أخرى وسط إسرائيل. كما أفادت التقارير بأن مجندة قتلت في الهجوم الصاروخي وأصيب 70 آخرون من العصابة الصهيونية التابعة للجيش الإسرائيلي.
وقالت طهران إن الأهداف تشمل طائرات إف-35 وإف-16 وإف-15 وصهاريج ثقيلة بالإضافة إلى مراكز القيادة والحرب الإلكترونية المتمركزة في هذه القواعد.
وقال زعيم عصابة قتل الأطفال الصهيونية نتنياهو: إن الحرب ستكون طويلة ودعا الصهاينة إلى الاختباء في الملاجئ.
كما نشرت الجزيرة صوراً تظهر قوة انفجار الصاروخ الإيراني الذي أصاب تل أبيب، معلنة: “أخطأت إسرائيل في التقدير. اعتقدت تل أبيب أنها ستكون قادرة على احتواء أي رد محتمل بعد هجوم على إيران. كان هذا الافتراض الخاطئ هو الذي أدى إلى سوء تقديره الاستراتيجي”
فلنتوقف لحظة لنضع الكراهية جانباً ونحكم بالإنصاف: ماذا يجب أن يكون موقفنا في حرب تخوضها كل حكومة ونظام وجماعة بكل فكر ومعتقد ضد الصهاينة المتوحشين الذين يقتلون الأطفال؟ هل يجب أن نكون مثل حماس والجهاد الإسلامي وشعب غزة المجاهدين والمؤمنين، أم مثل آل سعود والإمارات والأردن والجولاني وأنصاره وغيرهم من الطاغوت والرويبضة ووعاظ السلاطين؟
في أي اتجاه يقود الجولاني أهل السنة في سوريا؟
الكاتب: عز الدين القسام (حمد الدين الإدلبي)