
حوار تاريخي بين فتاة من غزة والجولاني!
الموقع: أحدهما في أنقاض غزة والآخر في قصر إدلب الخيالي!
الزمن: عندما اشتبكت الحماسة والعار!
فتاة غزة (بحزم حيث تظهر أنقاض المنازل خلفها):
مهلا! أيها الجولاني! سمعتك تقول إن ترمب من دعاة السلام ؟! هل هذا يعني أنه يجب علينا إخلاء غزة؟!
الجولاني (يعدل عمامته بقلق قليلا):
نعم … انظري ، أيتها الصغيرة، السياسة معقدة للغاية! أنت لا تفهمين! نحن بحاجة إلى التفاعل مع المجتمع الدولي!
فتاة غزة (تضحك):
هاها! نتفاعل؟! ما زلت لا تعرف الفرق بين “الجهاد” و”التسول”! قام ترمب ونتنياهو بتسوية منازلنا بالأرض، ولكنك تصب لهم الشاي بالنعناع؟!
الجولاني (غاضباً ولكن بنبرة شخص مضطهد):
انظري، لا يمكننا فعل أي شيء ضد إسرائيل! عندنا أمور هامة أخرى!
فتاة غزة ( ترتسم ابتسامة مريرة على شفتيها وهي وضعت يديها على ظهرها):
اها! تقصد أننا نحن الذين وقفنا في وجه إسرائيل خالي الوفاض، هل نحن أغبياء؟ لكنك من يعقد صفقة مع العدو من أجل بقائك، هل أنت سياسي؟!
الجولاني (يلوح بيده):
السياسة تعني المرونة! عدو اليوم هو صديق الغد!
فتاة غزة (بازدراء):
نعم، يتغير سيدك كل يوم! مرة أمريكا، ومرة إسرائيل، ويوم من الأيام تركيا، ومرة أخرى السعودية! ولكن لدينا سيد واحد فقط، إنما هو الله!
الجولاني (ساخرا):
انظري يا صغيرتي! نحن نفكر في مستقبل سوريا، وليس في مغامرات غير مجدية!
فتاة غزة (تصرخ):
ويل لك! مغامرة؟هل تقصد المقاومة؟إذا كان موسى وصلاح الدين قد فكرا مثلك ، لكانت القدس في أيدي الصليبيين!
الجولاني (يتعرق ببطء، محاولاً قلب الموضوع):
انظري، نريد السلام، شعبنا متعب…
الفتاة من غزة (بضحكة مريرة ترفع يدها وتشير إلى ما حولها):
انظر، هذه هي غزة، حيث يسير أطفالها بين الأنقاض والدماء منذ يوم ولادتهم. نحن لا نتعب! نحن نضحي بحياتنا، لكننا لا نبيع أرضنا! لو كان لديك شرف، لما بيعت أرض سوريا بالمزاد العلني للصهاينة!
الجولاني (بوجه عاجز يتراجع ويمسك العباءة بإحكام ويطرق رأسه ويقول هامساً):
هذه السياسة… هذه الدبلوماسية …
فتاة غزة (تتقدم وتنظر مباشرة إلى الكاميرا بحزم):
“لكننا نحن الفلسطينيين، لدينا سياسة واحدة فقط: نبقى ونقاتل ونفوز! والله لن نخليها!
الکاتب: ابن تیمیة