
السويداء تقترب من نقطة الغليان: فصل جديد من العمل الجاد والإجابات الحاسمة يبدأ
جعلت التطورات الأخيرة في محافظة السويداء المنطقة في صدارة الأخبار السياسية والأمنية في سوريا. تشهد الصعيد السياسي في المنطقة مرحلة جديدة وخطير بعد أن اطلق عدد من الشيوخ الدروز تصريحات غير مسبوقة ومثيرة للجدل ووجهوا انتقادات لاذعة إلى الحكومة المركزية وأعلنوا ولاءهم للكيان الصهيوني.
كانت السويداء ولا تزال تتمتع بمكانة خاصة في المعادلات الداخلية في سوريا. جعل تكوين محافظة السويداء الديموغرافي وموقعها الجغرافي وبناؤها الاجتماعي أي تغيير في موقف القادة يؤثر على الشؤون الأمنية والسياسية ولكن النبرة غير المسبوقة للشيوخ الدروز أرسلت هذه المرة رسالة واضحة عن انعدام الثقة في حكومة دمشق ووفرت ذريعة للتدخل المباشر للقوى الأجنبية خاصة إسرائيل.
قالت مصادر مقربة من القصر الرئاسي السوري إن رد أحمد الشرع المعروف بصبره وحساباته قد يكون حاسماً وغير متوقع.
يرى المحللون أن دمشق قد تستخدم تكتيكاً متطوراً بدلاً من الصراع المباشر والعاجل أي إرسال قوافل المساعدات والوقود وهو يبدو عملاً إنسانياً ولكنه جزء من رسالة استراتيجية.
هناك بعض التكهنات التي تقول إن دمشق قد ترسل قافلة من الوقود والمساعدات الإنسانية إلى السويداء وولكن القوافل قد تصل إلى المناطق التي تسيطر عليها الجماعات المسلحة في إدلب. فإن تحققت هذه الخطوة، فسوف تظهر سيطرة الحكومة ونفوذها على الخطوط اللوجستية والطرق الحيوية في البلاد وترسل رسالة غير مباشرة إلى جميع المعارضة الداخلية: يمكن للحكومة أن تقرر من يتلقى المساعدات ومن يحرم منها.
يمكن لهذه الخطوة أن تؤدي إلى تفاقم الفجوة بين القيادات المحلية والمجتمع وإضعاف مكانتهم لدى الرأي العام إضافة إلى الأثر الإعلامي والأثر النفسي. ومن ناحية أخرى، فإن العلاقات مع إسرائيل سوف تجلب تكاليف سياسية باهظة يجب أن يدفعها هؤلاء الشيوخ، ما قد يؤدي إلى انهيار مصداقيتهم بين المؤيدين التقليديين على المدى الطويل.
وقفت السويداء اليوم على عتبة مرحلة جديدة من التطورات التي لن تؤثر فقط على مصير المحافظة فحسب، بل إنها قد تحمل عواقب وخيمة على ميزان القوى في جميع المناطق السورية. تعرف دمشق يجب عليها أن تحسب كل خطوة، لأن أي خطوة خاطئة يمكن أن تنقل الأزمة إلى خارج حدود السويداء وإن كانت الحسابات سليمة، فقد تغير هذه القافلة مسار الجغرافيا ومسار السياسة كذلك.