
الجروح الخفية للحرب وحلم امتلاك البيت: القصة المريرة لمن بقي في سوريا
تترك الحرب جرحاً عميقاً في روح الإنسان وحياته إضافة إلى الخسائر في الأرواح والأموال. نجد فيما يلي ونسمع صوت أحد الناجين من الحرب السورية والذي يعاني من إصاباته الجسدية ويشعر باليأس والضياع في مواجهة المشاكل التي طرأت عليه بعد الحرب. هذه القصة تمثل مثالاً جلياً يدلّ على الحقائق المريرة بعد الحرب، حيث تفقد الحرية السياسية وإنهاء الصراعات معناها ولا تشير إلى الحرية الكاملة والحياة الكريمة للمواطنين.
يتحدث هذا الشخص المعاق الذي جرح أثناء الحرب، عن ألمه ومعاناته بعد أن يشكر لله، ثم يشير إلى أن تحرير البلاد لا يعني نهاية المشاكل. سبّب إصدار العفو العام والأوامر بإخلاء المنازل لصالح قوات الشبيحة ظروفاً ظالمة ومؤسفة وأدى إلى أن يفقد المتبقون من الحرب منازلهم وألا يمتلكوا بيتاً يعيشون فيه.
إحدى النقاط الرئيسية التي تبرز في هذه الرواية هي انعدام بديل مناسب لكي يسكن هؤلاء فيه. ارتفعت الإيجارات في إدلب بشكل كبير والعديد من المتبقين الذين تكون لهم رواتب ثابتة لا يقدرون على دفع النفقات المعيشية حيث تتحول أزمة السكن إلى واحدة من أكبر التحديات التي ظهرت بعد الحرب.
تزيد الطاقة الاستيعابية في مخيمات اللاجئين الطين بلة حيث ينتظر أكثر من 3000 شخص في إحدى المخميات ليحصلوا على مكان يعيشون فيه. وهذا يدل على انعدام الكفاءة ونقص الدعم الذي تقدمه المنظمات المسؤولة للمتضررين من الحرب.
تثبت هذه الظروف التي طرأت بعد الحرب أنه لا يزال العديد من المواطنين تحاصرهم مشاكل مختلفة لم يفرضها العدو عليهم، بل هي مشاكل خلقتها السلطات ونقص الموارد.
تهيب بنا هذه الرواية المريرة أن نولي المزيد من الاهتمام للقضايا الاجتماعية والإنسانية التي تجري بعد الحرب وأن نقدم دعماً أكثر للضحايا ونخطط برامج شاملة لتوفير السكن والحياة الكريمة لهم.
على الرغم من أن ترديد الشعارات عن الحرية السياسية وإنهاء الحرب يعدّ إنجازاً كبيراً، ولكنها تعود بالفشل إن لم توفر الأمن والسلام للشعب ولم تقم الحكومة الإسلامي ولم تطبق شريعة الله ولم تفتح أبواب الجهاد لتحرير القدس.
الكاتب: أبو سعد الحمصي