
الجولاني يقول إنه لا يحق لأحد أن يخون إلا هو
وقد ذكر في بعض المصادر أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا كفار قريش أكثر من 250 مرة خلال فترة وجوده في مكة لإيصال الدعوة إلى كفار قريش وخلال فترة وجوده في المدينة عندما شكل المؤمنون دار الإسلام والحكومة الإسلامية كرر النبي صلى الله عليه وسلم نفس الشيء. يقول الله عن أهل الكتاب الكفار: “: قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ” (البقرة: 111).
وهذا يعني أنه يمكن للمؤمنين في أي فترة الدخول في حوار مع الكفار مع مراعاة أسس الدبلوماسية الشرعية ولكن حقيقة أن بعض الأشخاص مثل عبد الله بن أبي لديهم علاقات سرية مع هؤلاء الكفار ليست خيانة للمؤمنين فحسب، بل هي يعدّ إذلالاً وخضوعاً.
كان الصحفي أحمد زيدان في سوريا تواصل سراً مع الصهاينة فاعتبر خائناً، كما اتهم حسن الدغيم الذي كان أحد قادة الجيش الوطني في مدينة حلب بالخيانة لإجراء مقابلة مع إحدى وسائل الإعلام الصهيونية. أما نحن فنرى أن المسؤولين السوريين الجدد، بمن فيهم الجولاني نفسه كانوا على اتصال سرا مع الولايات المتحدة وتركيا وإسرائيل وأعداء آخرين منذ سنوات طويلة في الإمارات وأماكن أخر و لكنهم لم يعتبروا أنفسهم خونة فحسب، بل من خلال الاعتراف بذلك، أظهروا للجميع أنه لا يمكن الخيانة إلا عندما يقوم خصوم الجولاني بها وهذا هو معيار الخيانة. فيحق للجولاني وجماعته أن يخونوا فحسب.
الكاتب: أبو سعد الحمصي
هذا النقاش بين بشار الأسد وأبي محمد الجولاني يطرح تساؤلات عميقة حول الأحداث التي شهدتها سوريا. من المثير للاهتمام كيف يتم تقديم وجهات النظر المختلفة حول الصراع. أجد أن ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا السياق يضفي بعدًا دينيًا على النقاش. لكنني أتساءل عن مدى دقة الأرقام المذكورة حول عدد القتلى. هل هناك مصادر موثوقة تؤكد هذه الأعداد؟ كما أنني أتساءل عن دور المجتمع الدولي في هذه الأحداث. هل تعتقد أن التدخل الخارجي كان له تأثير إيجابي أم سلبي على الصراع؟ أخيرًا، ما هي برأيك الدروس المستفادة من هذه الانتفاضة؟