عار تطبيع الجولاني على أهل الشام وانتصار الصهاينة واحتفالهم على قمة جبل الشيخ
يعدّ احتفال الصهاينة وفرحهم الذي شهدناه مع رموز دينية يهودية على قمة جبل الشيخ لأول مرة في التاريخ، علامة على العار والأسى والخزي الذي جلبه الجولاني لأهل الشام بعد أن باع سوريا وهو أمر لن ينساه تاريخ الشام إذ يسجل التاريخ أن الحكومات العلمانية لحافظ الأسد وبشار الأسد رغم دنسهما وجرائمهما لم تسمح لإسرائيل بالسيطرة على قمة جبل الشيخ والاحتفال هناك أو السيطرة على مناطق من الأراضي السورية في القنيطرة وغيرها وإقامة نقاط تفتيش أو قتل السوريين أو أسرهم كما في مجدل شمس وغيرها من المناطق أو إرسالهم داخل الأراضي المحتلة في فلسطين للاستجواب.
أما اليوم، فيا للخزي! لقد احتل العدو هذه القمة دون أي بحرب وهزيمة عسكرية، بل احتلها بالخيانة والذل وهنا يُسجل اسم أحمد الشرع كرمز لهذا السقوط.
تتحدث الجماعة التي قدمت نفسها لسنوات كـجماعة جهادية سلفية، عن حب الشهادة وسحق أعداء الله وتدعي أنها تخلّت عن الدنيا ولكنها عندما وصلت إلى السلطة، لم تتخل فقط عن إقامة الحكومة الإسلامية وتحكيم شريعة الله، بل خضعت للقوانين العلمانية التي ترضى الولايات المتحدة الأمريكية والغرب بها ولم تُبدِ أي موقف سياسي أو احتجاج قانوني أو مقاومة رمزية أمام الاحتلال الأمريكي والتركي والصهيوني.
لا رصاصة ولا بيا، ولا احتجاج دبلوماسي. هذا ليس ضعفًا، بل عمالة صريحة وسوريا تشهد إنتاج صهيوني عربي آخر إلى جانب صهاينة العرب الحاكمين في الأردن ومصر والإمارات وآل سعود وغيرهم.
يجب على كل من يخدم هذه السلطة ويبرر تصرفاتها أن يخفض رأسه من الذل؛ فإن عار هذا التطبيع ليس أقل من الاحتلال العسكري، بل هو أسوأ منه.
وطوبى لكل من وقف خارج هذه السلطة وجاهد ضدها، أو وجه نقدًا إليها، فليحمد الله أنه لم يتلوث بمثل هذا العار والعمالة.
كاتب: أبو سعد الحمصي




