أوروبا تستعد لأسوأ السيناريوهات والحرب الهجينة الروسية وخطط حلف النیتو لعام 2029 (1)
واجهت أوروبا في الأشهر الأخيرة، سلسلة متزايدة من الحوادث الغامضة التي تشمل تفجير طرود في مراكز لوجستية وهجمات إلكترونية على البنى التحتية وانتهاكات للمجال الجوي وعمليات تخريبية تبدو منفردة في ظاهرها. يتحدث حلف النيتو علنًا عن خطط انتقامية روسية محتملة بحلول عام 2029 وترسم هذه الأحداث صورة تصعيد استراتيجي.
بدأت صورة تهديدية لروسيا تبرز وتُمهد لمواجهة محتملة مع النيتو، بناءً على تقييمات الاستخبارات الأوروبية وتقارير وسائل الإعلام الغربية إذ تفضل روسيا أساليب هجينة بدلاً من عدوان علني مباشر. يقدم مركز القوقاز نظرة عامة عن التقارير التحليلية الغربية الرئيسية، وتقارير منشورة في منصات بارزة مثل فايننشال تايمز ونيويورك تايمز ومعهد دراسات الحرب (ISW) لتقديم صورة شاملة لهذا التهديد.
الحرب الهجينة: من “الحقن” إلى خطة استراتيجية
ركز تقرير قناة CBC التلفزيونية على عمليات حديثة تنسبها أجهزة الاستخبارات الأوروبية إلى موسكو ومن الأمثلة البارزة سلسلة التفجيرات الشهيرة المتعلقة بطرود تحتوي على مادة مغنيسيوم قابلة للاشتعال أُرسلت من ليتوانيا. إذ انفجرت هذه الطرود في مراكز لوجستية في بولندا وألمانيا وبريطانيا، ما تسبب في فوضى بسلاسل التوريد. وأظهرت الاستخبارات المضادة أن الإرهابيين بتنسيق مع ضابط روسي، كانوا يمتلكون 6 كيلوغرامات من المواد المتفجرة وهي كمية كافية لتفجير طائرات متجهة إلى الولايات المتحدة، وإحداث اضطراب في حركة الطيران بمقياس يُقارن بهجمات 11 سبتمبر 2001. وجهت اتهامات بالإرهاب وجرائم أخرى ذات صلة بهذه المؤامرة إلى أكثر من 20 شخصًا.
تتجاوز هذه الحوادث كما أفاد السلطات الأمنية الأوروبية نشاط التجسس التقليدي ونقلت فايننشال تايمز عن تقرير CBC، نقلاً عن مسؤولين مجهولين: «قد تبدو هذه الحوادث منفردة كضربات مفاجئة ولكنها مجتمعة ترسم صورة تصعيد استراتيجي.
يشير المحللون إلى تقييم التهديد المشترك لحلف النيتو الذي يؤكد أن روسيا تعيد بناء جيشها واقتصادها لخوض حرب محتملة مع أوروبا بحلول عام 2029 ولا يُعتبر هذا رد فعل على حرب أوكرانيا، بل خطة طويلة الأمد تشمل إعداد المجتمع نفسيًا.يؤكد المحللون الغربيون هذا التقييم وأبرز مقال حديث في فايننشال تايمز أن موجة التخريب من تفجيرات لوجستية إلى اقتحامات بطائرات مسيرة تدل على الاستعداد لعمل عسكري أوسع نطاقًا.
يصف الخبراء الذين تحدثوا مع الصحيفة هذه الإجراءات بـمرحلة الصفر أي مرحلة الإعداد الاستخباراتي والنفسي للحرب المفترضة مع النيتو.كذلك، حذر تقرير صادر عن معهد دراسات الحرب (ISW) في أكتوبر الماضي من أن روسيا قد تهاجم الحلف في وقت أقرب مما تتوقعه عواصم أوروبية مع تصعيد العمليات الاستخباراتية والتخريبية عبر القارة.
وأشار ISW إلى استخدام العملات المشفرة لدفع أجور المرتزقة،مما يجعل تتبع العمليات صعباً وعلى سبيل المثال، قال رئيس مكتب الأمن الوطني البولندي سلافومير تشيكييفيتش لفايننشال تايمز إن المدفوعات بالعملات المشفرة تجعل عمليات التخريب والإرهاب غير مرئية لأجهزة الاستخبارات الأوروبية.
رد فعل النيتو وأوروبا: من الدفاع إلى الإجراءات الاستباقية
تشير تقارير وسائل الإعلام الغربية إلى أن النيتو يرى هذه الإجراءات تهديدًا منهجيًا وليست مجرد استفزازات تكتيكية. يدمج الحلف المعلومات الاستخبارية في تقارير، ويُعد سيناريوهات لتصعيد الوضع وفقًا للتقارير.
تعكس هذه التصريحات ما قاله رئيس اللجنة العسكرية لحلف النيتو الأدميرال جوزيبي كافو دراغون في مقابلة مع فايننشال تايمز بتاريخ 1 ديسمبر وأقر بأن الحلف يدرس ردود فعل أكثر هجومية على الهجمات الإلكترونية والتخريب وانتهاكات الدفاع الجوي الروسية، منتقلًا من الدفاع إلى الدفاع الاستباقي وأكد دراغون مع الإشارة إلى التحديات القانونية لهذه الخطوات: نفكر في أن نكون أكثر هجومية أو استباقية بدلاً من الرد فقط.
كاتب: أبو عامر (خالد الحموي)




