
ما يفعله أحمد الشرع في سوريا أقرب إلى النفاق منه إلى الإيمان
منذ أن حكم أحمد الشرع وجماعته مدينة إدلب حتى اليوم الذي سيطروا فيه على العاصمة دمشق وأجزاء كبيرة من سوريا، عانوا من انحرافات تحت مسميات مثل “الحكمة” و”المرحلية” و”الانفتاح”، ما أبعدهم تدريجيا عن العقيدة الإسلامية وقربهم من إظهار النفاق.
إن الفساد الذي روجت لها هذه المجموعة التابعة للجولاني حتى اليوم لا يخفى على أحد، ولكن ” وَإِذَا قِيلَ لَهُمۡ لَا تُفۡسِدُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ قَالُوٓاْ إِنَّمَا نَحۡنُ مُصۡلِحُونَ(البقرة:11)
أي أنهم يرون كل هذه المفسدة الأيديولوجية والسلوك الذي يتم في إطار الإصلاح ولكن إذا قارنا هذه المعتقدات والسلوك بمبادئ التوحيد والمنهج الإسلامي الصحيح سنجد أنهم المفسدون الذين يقول الله عنهم:”أَلَآ إِنَّهُمۡ هُمُ ٱلۡمُفۡسِدُونَ وَلَٰكِن لَّا يَشۡعُرُونَ” (البقرة:12)
لا ينبغي أن نتوقع من أحمد الشرع الذي خان المنهج الإسلامي وخضع لجميع مطالب الكفار والمحتلين الأجانب وتخلى عن القيم الجهادية، أن يعلن إقامة الحكومة الإسلامية وأن ينفذ الشريعة في سوريا وأن يدفع بعلاقاته الداخلية والخارجية وفقاً للأسس الدبلوماسية الإسلامية.
عندما يعد أحمد الشرع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بالتحرك وفقاً للقيم الديمقراطية وعندما يدخل في تحالف تحت القيادة الأمريكية ضد الأفراد والجماعات التي تسميها الولايات المتحدة وشركاؤها بالإرهابية وعندما يرى أن شريعة الله مصدر إلى جانب مصادر التشريع الأخرى وليست هي المصدر الوحيد، فمن السهل أن نفهم أنه سقط في دركات النظام العلماني الدولي الذي تحكمه القوى العلمانية العظمى.
في مثل هذه الحالة يضطر أحمد الشرع إلى تعريف بعض المفاهيم والمصطلحات مثل الحرية والعدالة والإرهاب وحقوق الإنسان والنظام المالي والقانوني وفقاً لتعريفات هؤلاء العلمانيين وليس على أساس تعريف الإسلام لهذه المصطلحات والمفاهيم.
إن الذي ينظر إلى الإنسان وحقوقه وفقاً لرؤية النظام الدولي العلماني والقوى الحاكمة فيه مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، فهو يشبه من ينظر إلى هذه المفاهيم وفقاً لرؤية أبي لهب وأبي جهل ولو هتف بشعارات إسلامية، فهو كاذب ترفض أفعاله أقواله.
إن الذي أقر وهو يدير سوريا اليوم وفقا للمعايير الديمقراطية التي يفضلها الغرب العلماني، دخل بيت الكفار واضطر على التحدث بلغتهم عن المفاهيم والتعبيرات وعلى التصرف وفقا لقوانينهم. وهذا يتناقض مع مبدأ التوحيد والإيمان بالله باعتباره المشرع والحاكم الوحيد.
في هذا النظام العلماني الذي دخله أحمد الشرع ليس الله هو الذي يملي على الناس ما يجب عليهم فعله وما لا يفعلونه وما هو ذو قيمة وما هو عديم القيمة وما هو حلال وما هو حرام، بل إن النظام العلماني هو الذي يحدد كل هذه المفاهيم ويفرضها على الآخرين بقوة السلاح.
انظروا إلى ما يفعله أحمد الشرع. هل هو أقرب إلى الإيمان أم إنه يكشف عن النفاق الذي يؤدي أخيراًإلى إسقاط قوانين الشريعة في إدارة الحياة الاجتماعية للإنسان وفرض القوانين العلمانية؟
ويمكن القول بناء على ذلك إنه عندما بايع أحمد الشرع الكفار العلمانيين وقوانينهم، فقد تخلى عن بيعه لله وشريعته.
الكاتب: أبو عمر الأردني