
وُقوف العلماء أو صمتهم؟! زمنٌ يُحاسب فيه التاريخُ من لم يقل كلمة حقّ
في لحظةٍ تاريخيةٍ فاصلة، حين يَدخل حكّامُ الشام في مفاوضاتٍ مكشوفة مع العدوّ الصهيوني، حين تُطرح الديانة_الأبراهيمية كأُسّ لعقيدة جديدة تُعطّل الولاء والبراء، وتُطفئ نار العداء لقاتلي الأنبياء، نلتفت حولنا لنسمع كلمة العلماء… فلا نجد إلا صمتًا يصمّ الآذان.
أليس العلماء هم ورثة الأنبياء؟
أليسوا هم الذين قال الله عنهم: ﴿لَوْلَا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ عَنْ قَوْلِهِمُ الْإِثْمَ﴾ [المائدة: 63]؟
فأين هم من هذه الجريمة العقائدية؟!
إنّ التطبيع باسم الدين، خيانة لله، ولرسوله، ولدماء المجاهدين، ولصرخات الثكالى، ولأسرى فلسطين.
إنّ العلماء في الشام اليوم، إمّا أن يكونوا في صفّ التوحيد، أو في صفّ التمييع.
وإمّا أن يقولوا: هذا باطل، وهذا دين محرّف، وهذا صلح ذلّ لا يُرضي الله، أو فليتحمّلوا وزر صمتهم أمام الله وأمام التاريخ.
لا يجوز للعلماء أن يُصبحوا “مُراقبين” في لحظةٍ يُذبح فيها الولاء لله طاعةً لواشنطن وتل أبيب.
ولا يجوز أن يُغلقوا أفواههم، وقد فُتحت بوّابات التطبيع، لا باسم السياسة فقط، بل باسم “الدين الإبراهيمي”، الذي لا يمتُّ إلى الإسلام بصِلة.
إن لم ينطقوا اليوم، فمتى؟
إن لم يُبيّنوا اليوم، فمتى؟
إنّ العلماء الذين لا يُجاهدون بالكلمة، يُشاركون في الجريمة بالصمت.
التاريخ لن يرحم…
والشعوب لن تنسى…
والله سائلكم: ماذا فعلتم حين كانت العقيدة تُبدّل على أيدي الخونة؟!
کاتب: ابن تیمیه