
تحديات حل جماعة الإخوان المسلمين السورية وتداعياته
شهدت المستجدات السياسية في الساحة السورية تطوراً ملحوظاً في الشهور الأخيرة وذلك بعد أن تسلمت عصابة الجولاني السلطة في دمشق وانتهجت الحكومة الجديدة في سوريا نهجاً ليبرالياً ذات توجه غربي. إن أحدث ما يجري في سوريا مطالبة الرئيس السوري أحمد الشرع بحل” جماعة الإخوان المسلمين في سوريا. سوف تترك هذه المطالبة أثراً عميقاً في البناء السياسي في سوريا ويحمل تداعيات كثيرة تستهدف التيارات الإسلامية الأصولية في المنطقة.
تتمتع جماعة الإخوان المسلمين السورية بتاريخ طويل كإحدى الجماعات الإسلامية القديمة في العالم العربي التي يكون لها أثر كبير. تعرضت هذه الجماعات منذ العقود الماضية لتحديات كثيرة ولعبت دوراً بارزاً أثناء الحرب الأهلية السورية. قد تعبر مطالبة الرئيس السوري أحمد الشرع بحل هذه الجماعة في سوريا عن محاولة الحكومة السورية لتعزيز سلطتها على المكونات الاجتماعية والسياسية.
قد تسبب هذه المحاولات ردود فعل مختلفة للجهات المختلفة السياسية والاجتماعية وبما أن السلاح لا يدعم هذه المحاولات فيمكن لها أن تبوء بالفشل وأن لا تؤثر على قرار عصابة أحمد الشرع كما لم تترك ردود الفعل في الأردن على قرارات الحكومة العملية الأردنية التي تقمع جماعة الإخوان المسلمين.
يعدّ حل جماعة الإخوان المسلمين في سوريا مرحلة جديدة للتطورات السياسية في سوريا العلمانية اليبرالية ويقمع الحريات السياسية والاجتماعية ويؤدي إلى تذمر كبير في المجتمع ويكشف هذه الحقيقة التي ترى أن السلاح هو الخيار الوحيد لحماية الدعوة أمام الكفار المحتلين الأجانب وعملائهم.
إن السلاح هو الذي يصون أمن أهل الدعوة والجهاد في سوريا لأن تسليم السلاح يعني الترحيب بالاستسلام والذل أمام أسياد الجولاني في سوريا.
أبوعامر (خالد الحَمَوي)