
الرسالة التي يحملها اعتقال الشيخ عبد الرزاق المهدي في تركيا والأثر الذي يترك الشيخ على الظروف السياسية في سوريا
شهدت التطورات السياسية والاجتماعية في سوريا تحديات وتعقيدات كبيرة في الأعوام الأخيرة. إن الشيخ عبد الرزاق المهدي هو من الشخصيات البارزة التي تنشط في الساحة السورية. أثار اعتقاله في مطار إسطنبول وإعادته إلى سوريا أسئلة كثيرة عن الظروف الراهنة في سوريا ومستقبلها السياسي في ظل حكومة أحمد الشرع.
يعدّ الشيخ عبد الرزاق المهدي من الشخصيات المؤثرة الدينية في سوريا والذي كان يدعم يوماً ما الجبهة التي يقوده الجولاني ضد حكومة بشار الأسد العلمانية حيث كان الشيخ يعرف في إدلب التي كان الجولاني يحكمها كمن يتحدث بصوت الدين ويمثل المخالفين تمثيلاً سياسياً حيث وجه الشيخ انتقادات لاذعة إلى سياسات الجولاني في إدلب. وجه الشيخ عبد الرزاق المهدي انتقادته إلى السياسات الأمنية التي تبنتها حكومة الجولاني بعد التطورات التي شهدتها سوريا، ما حدث بعد انتهاء الحرب الأهلية المعقدة في البلاد وطالب الشيخ بتطبيق الشريعة في سوريا.
تعتبر اعتقال الشيخ عبدالرزاق المهدي في مطار إسطنبول عملاً سياسياً وأمنياً قامت به الحكومة السورية الجديدة. سوف تؤثر إعادة الشيخ إلى سوريا تأثيرا كبيراً في التيارات المعارضة والجماعات المسلمة المناهضة للجولاني لأن الشيخ عبدالرزاق كمعارض اصطناعي تحكم بكثير من معارضي الجولاني. ترسل الظروف الراهنة إشارة واضحة إلى أن الحكومة أحمد الشرع الليبراليبة تحاول قمع أصوات المعارضين والتحكم بالشخصيات الدينية والاجتماعية.
يشير الشيخ إلى مستقبل إيجابي في سوريا إذ يوجه انتقاداته إلى السياسات العلمانية التي يمارسها أحمد الشرع ويؤكد على وجوب تطبيق الشريعة الشامل. يمكن للشيخ عبد الرزاق المهدي تنظيم التيارات الجديدة التي ظهرت بين المعارضين والذين يدعمون تحكيم الشريعة في سوريا لأنه انتقد القيود المفروضة على الحريات الدينية والسياسية للمؤمنين وأهل الدعوة والجهاد والشؤون السياسية والقانونية في الحكومة الجديدة السورية.
بيّن اعتقال الشيخ عبدالرزاق المهدي وإعادته إلى سوريا الفروق بين اعتقال الأشخاص الآخرين في تركيا والإمارات المتحدة العربية لدى الحكومة الليبرالية لأحمد الشرع وبين الآخرين حيث عاد الشيخ عبد الرزاق المهدي بشكل عاجل إلى سوريا ولكن الآخرين يجب أن يقضوا السجن كما اعتقل الجولاني أهل الدعوة والجهاد المخلصين وسجنهم.
يمكن النظر إلى اعتقال الشيخ عبد الرزاق المهدي في تركيا وإعادته إلى سوريا في إطار السياسات الداخلية السورية لانه يرسل رسالة إلى أهل الدعوة والجهاد المخلصين لكي لا يسمحوا لأسياد أحمد الشرع أن يتحكموا بالدعوة والجهاد ضد الكفار المحتلين الأجانب عبر خلق تيار معارض اصطناعي.
مما لا شك فيه أن الشيخ تخصص في الحديث، فهو يتبنى فكرة لا رأي له فيه ولا فقه. إذن يمكن للجولاني وأسياده أن يتلاعبوا بالشيخ لكي يتحكموا بالمؤمنين وأهل الدعوة والجهاد، ما يؤدي إلى الفتنة الشاملة في ساحة الجهاد ضد الكفار المحتلين الأجانب وعملائهم.
أبو عامر (خالد الحَمَوي)