
الصمت المشين الذي التزمته دول جوار فلسطين خاصة أهل سوريا أمام جرائم إسرائيل
تحترق فلسطين اليوم في نار الظلم وجرائم الصهاينة ويتضرج الأطفال بدمائهم وتستشهد النساء المضطهدات وتدمر البيوت ويهجر المواطنون العزل. تتكرر هذه الكارثة الألمية أمام أعيننا في كل يوم. والسؤال هنا: لماذا سكتت الشعوب المسلمة في مصر والأردن وأرض الوحي أمام هذه الجرائم وسفك الدماء؟
أيها الإخوة والأخوات في مصر!
إنكم تعيشون بجوار غزة وتسمعون صراخ الأطفال الأبرياء أكثر منا. لماذا التزمتم الصمت وسمحتم للعدو بأن يحاصر أخوتكم وأخواتكم ويهاجمهم في أرضهم؟
أيها الشعب الأردني!
إنكم من دول جوار فلسطين وأنتم الذين ورثوا تلك الأرض المقدسة التي كانت ساحة الجهاد التي خاضها الصحابة من قبل. كيف يمكن لكم أن تهدأوا والعدو أمامكم وألا تستجيبوا صرخات إخوتكم المظلومين؟
أيها المسلمون في أرض الوحي!
إنكم تعيشون بجوار بيت الله تعالى ومسجد النبي صلي الله عليه وسلم وأنتم تشرفتم بأن يكونوا خادمي القبلة الأولى والقبلة الثانية للإسلام. أما المسجد الأقصى وهو القبلة الأولى فاحتله الأعداء ويقتل أهل غزة. هي يسمح لكم أن تسكتوا؟
يقول القرآن الكريم: وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ (الأنفال: 72) ألا يقاتل إخوتنا وأخواتنا في غزة الصهاينة الكافرين كما أمرتهم الشريعة. ألا يستغيث أهل غزة المؤمنين في العام لكي يقاتلوا هؤلاء الكفار المتوحشين؟
لماذا لا يهرع أحد لمساعدة أهل غزة إلا اتحاد الشافعية والزيدية والشيعة فهم الذين يساعدون الإخوة والأخوات في غزة ويدفعون ثمناً باهظاً؟
هل ترون أنه لا يعدّ صمت أهل السنة في الأردن وسوريا ومصر وأرض الوحي وهم جيران فلسطين وأهل غزة، أمام هذا الاضطهاد الذي يمارسه الصهاينة، خيانة للدين والضمير الإنساني السليم؟
أيها المسلمون في مصر والأردن والحجاز وسوريا!
إنكم تتحملون اليوم مسؤولية تاريخية ويسألكم التاريخ غداً: ماذا فعلتم عندما كانت غزة تحترق ويحتلّ المسجد الأقصى؟
يجب أن نسأل الشعب السوري بعد أن هدأ ضجيج الجهاد والشعارات عن القضية الفلسطينية:
ماذا دهاكم؟! يقتل إخوانكم وأخواتكم في غزة أمام أعينكم ويتضرج أطفالهم بدمائهم وتستشهد نساؤهم المضطهدات وتدمر بيوتهم. إنهم يصرخون ويستغيثون ولكنكم صامتون!
الأسوأ من ذلك أن هناك حاكماً مثل أحمد الشرع أو أبو محمد الجولاني الذي خدع الآلاف من المجاهدين والمهاجرين بوعود كاذبة عن الجهاد قائلاً إن أرض الشام بوابة لتحرير فلسطين، مؤكداً أن الغاية هي تحرير القدس ومساعدة أهل غزة المضطهدين. ولكن ماذا حدث اليوم؟
أيها الشعب السوري!
لقد حول الجولاني أرضكم إلى مرعى ترتع فيه الولايات المتحدة وإسرائيل وتركيا كممثل النيتو وضحى بالمجاهدين المخلصين لكي يكسب صفقات قذرة، بدل أن تكون أرض الشام معقلا للمقاومة.
أنتم تعيشون في أرض عاش فيها خالد بن وليد وصلاح الدين الأيوبي ولكنكم تتسامحون مع شخص مثل أحمد الشرع الذي لا يعرف إلا الخيانة والعمالة وتحول هو وعصابته إلى كلاب حراسة للولايات المتحدة وإسرائيل ويهاجمون أهل الدعوة ويغضون الطرف عن الصهاينة الدروز أو فلول النظام السابق والمرتدين من قوات سوريا الديمقراطية وتاجروا بالجهاد وباعوا دماء الشهداء وقضوا على تطلعات المجاهدين وحولوا أرض الشام إلى معقل للخيانة.
إذن يكون صمتكم هو سيف إسرائيل وكل قطرة دم لطفل فلسطيني صرخة عليكم ترفض تقاعسكم.
هل هي غيرتك الإسلامية؟ هل هذا وفاء بالمجاهدين الشهداء؟
كيف تلتزمون الصمت بينما تحترق غزة والأعداء يحتلون المسجد الأقصى ؟!
اعلموا أن صمتكم خيانة وصمتكم أمام سفك دماء المظلومين هو تواطؤ مع الظالمين.
اليوم هو يوم الانتفاضة، إنه يوم الصراخ، إنه يوم كسر قيود الطاغوت والخونة.
فاعلموا أن التاريخ يسألكم غدا:
ماذا فعلتم عندما تحولت غزة إلى الركام وكانت سوريا في أيدي الخونة؟ هل سكتتم أم استجبتم لنداء الغيرة والجهاد؟
الكاتب: عز الدين القسام (حمد الدين الإدلبي)