وأد الشعارات الإسلامية والجهادية
افترضوا أن شخصاً ما سئم من الحكومات الاستبدادية والكافرة وكان يأمل في إقامة الحكومة الإسلامية والخلافة الراشدة. فعلق آماله على الذين رآهم يرتدون ثياب المجاهدين ويلتحون ويصلون وسمع منهم أنهم على أهبة الاستعداد للتضحية بأرواحهم وأموالهم وأهلهم وشرفهم لتحكيم شريعة الله ومحاربة البدع والاضطهاد والظالمين. يتضاعف أمله عندما يسمع هذا الشخص أن الشيوخ والعلماء يدعمون هؤلاء الناس بذكر الآيات القرآنية والأحاديث النبوية صلى الله عليه وسلم ويزداد أملاً عندما يرى أن آلاف الناس ضحوا بحياتهم باعتزاز واستشهدوا. يتحمل هذا المسلم المسكين لأكثر من عشر سنوات عبء التشريد ومقتل الأحباء والأسر والتعذيب والقصف والفقر وكل ألوان المصاعب حتى يصل الذي يزعم أنه يريد تحكيم شريعة الله إلى السلطة ولكنه يتفاجأ بتعكيل الشريعة ومصافحة الكفار وقبول ولاية المستعمرين والخضوع للاحتلال وفرض القوانين الوضعية ومعارضة الدين.
ظهر الذين كانوا اختفوا خلف قناع الجهاد ورددوا شعارات عن التضحية لتحكيم الشريعة، فجأة بربطات عنق إلى جانب النساء السافرات وهم يرددون شعارات علمانية. بم يشعر يا ترى هذا الشخص المسلم الذي تحمل الألم والتشريد لأكثر من 12 عاما؟
نفترض أن شخصا آخر يأتي بعد ما جرى ويدعو الناس مرة أخرى إلى القتال ويريد منهم النهوض لتحكيم شريعة الله وإقامة الجهاد والخلافة. فبمَ يردّون عليه؟
إذا نظرتم إلى الأمور فانتم ترون أن ما يجري في سوريا ليس انتخابات نيابية ولا إعلاناً عن قائمة الأعياد وتعبيراً عن القوانين والسياسات الإنسانية والحديثة، بل هو يرمي إلى وأد الشعارات الإسلامية ونحن نشارك في حداد الشعارات الإسلامية ثم نبكي.
الکاتب: أبو أنس الشامي





