غزة: نهاية عامين من الإبادة أم مجرد توقف تكتيكي؟(2)
رد فعل الخبراء: الفرح يشوبه الشك
رحب العالم بالأنباء التي تدور عن الصفقة ولكن الخبراء يحذرون. وصف دانيال بايمان الصفقة بأنها إنجاز للرئيس الأمريكي ترامب وأشار إلى أنها الفرصة الأولى توقف الصراع بعد 50 عاما من التوترات ولكنه حذر من أن الأمر يكون علاجاً مؤقتاً دون اتفاق سياسي يشمل القدس.
شدد صنم وكيل من CSIS على دور الوزراء العرب الذين دعم بيانهم المشترك الخطة مضيفاً: لن تسلم حماس أسلحتها دون ضمانات واضحة ومؤكدة للاستقلال. هذا خط أحمر.
تشهد غزة ردود فعل متباينة: الاحتفال والحزن كما يصف الصحفيون الحالة حيث يفرح الفلسطينيون بانتهاء الإبادة وإطلاق سراح الرهائن الفلسطينيين ولكنهم ينعون 67,000 شخص قتلهم الصهاينة بينهم 20,000 طفل ورضيع.
أفاد المحللون الإسرائيليون بوجود أزمة صحية حادة بين قوات الجيش الإسرائيلي الذین شارکوا في إبادة غزة.
تشير المنشورات على  المنصة X إلى انقسامات داخل إسرائيل: من الاتهامات بأن حماس تتحمل مسؤولية 270 انتهاكا لوقف إطلاق النار إلى المناقشات عن سبب تصنيف أي دعوات لوقف إطلاق النار حتى الآن بأنها معاداة للسامية بينما يشير نتنياهو إلى انتصار أخلاقي ووطني. 
يرى العديد من المراقبين على أن التزام إسرائيل بالسلام يعتمد على ضغط ترامب. يمكن لنتنياهو أن يقضي على الاتفاق واستئناف الإبادة كما حدث في عام 2014.
آفاق السلام ضيقة
وافقت إسرائيل على الاتفاق بدافع الإرهاق. انهار الجيش الإسرائيلي  بعد فشل عملية عربة جدعون 2 بسبب الثغرات الفكرية وإرهاق القوات.  تؤكد المعلومات المسربة من داخل قوات الأمن الصهيونية كل خطأ محتمل أي من الاستعداد الضعيف لحرب العصابات إلى استنفاد الموارد.
ليس هذا الاتفاق سلاما، بل إنه موعد نهائي لإعادة التسليح. عامان من الإبادة: غزة مدمرة والفلسطينيون على قيد الحياة.
 أفادت الأمم المتحدة أن الحرب التي استغرقت عامين اعتبارا من أكتوبر 2023 حولت غزة إلى منطقة غير صالحة للسكن. قتل أكثر من 67,000 فلسطيني وأصيب 170,000 آخرون أي 10٪ من سكان غزة بينهم 20,000 طفل قتلهم الصهاينة.
الدمار هائل: دمر 80٪ من البنية التحتية من المستشفيات إلى المدارس وتعرض 1.9 مليون مشرد و 132,000 طفل دون سن الخامسة لخطر المجاعة.
وسائل الإعلام توثق الإبادة الجماعية بالأرقام: أسقطت إسرائيل ما يقرب من 100,000 طن من القنابل على غزة أي سبعة أضعاف للقصف النووي لهيروشيما.
لا شك أن هذا الأمر ليس دفاعا عن النفس، بل إبادة ممنهجة للمدنيين: تؤكد المفوضية السامية لحقوق الإنسان أن 70٪ من الضحايا كانوا في المناطق المأهولة.
النتائج؟ نجت حماس وبقيت غزة معسكراً عملاقاً  يعيش فيه مليونا سجين.
إن الاتفاق يعد بالمساعدة ولكنه وهم دون إعادة إعمار كاملة. تصر تركيا كوسيط، على تلقي 10 مليارات يورو من الاتحاد الأوروبي لإعادة الإعمار ولكن العدوان الصهيوني والاحتلال يتكرران دون حل سياسي.
الكاتب: أبو عامر (خالد الحموي)





