لا يجوز لنا أن نصمت أمام خيانة الجولاني للمهاجرين المجاهدين
الحمد لله الذي نصر المستضعفين بعد سنین من القهر والظلم، ورفع عنهم بطش الطغاة والمستبدين.
أما بعد.
فبعد أربعة عشر عاما من انطلاق الثورة السورية، نجد اليوم الذين سموا أنفسهم بالمدافعين عن الشريعة يظلمون ويخونون الجهاد والمهاجرين.
يسلم أبو محمد الجولاني وأجهزته الأمنية المجاهدين المخلصين مثل الشيخ أبي عبد الرحمن المكي وأبي درداء الكردي والشيخ أبي شعيب المصري إلى التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة أو يقتلونهم ويقضون عليهم ويعتقلونهم بدل أن يبجلوهم بينما يتجول الشبيحة وفلول النظام السابق بحرية، أو يضغطون على المجاهدين الآخرين خاصة المهاجرين ويسجنونهم أو يهمشونهم عبر منحهم المناصب الحكومية وجعلهم في خدمة مخططات الولايات المتحدة والغرب والصهاينة.
إنني رأيت أن الاثنين من الأخوة المهاجرين الأوزبك أي أبا دجانة وأبا إسلام، اعتقلا دون أي سبب ديني أو قانوني ولم تتم إحالة ملفهما إلى المحكمة ولم يسمح لعائلاتهما بزيارتهما.
لا تأتي هذه التصرفات من الأعداء الأجانب، بل يمارسها الذين تاجروا بدماء هؤلاء المهاجرين. ألا يعدّ هذا العمل خيانة وعمالة لمشاريع الكفار الأجانب؟ يقول الله تعالى: هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ (الرحمن/60) ولكن مكافأة هؤلاء المجاهدين الغرباء هي السجن والتعذيب والإذلال والتهميش.
يعيش أبو دجانة في حالة خطيرة ويعاني من المرض والتهاب الكبد في السجن بحيث تدهورت حالته الصحية بسبب الإهمال والتضييق.
فقد ابو إسلام ساقه في إحدى المعارك الشرسة واليوم يسجن في زنزانة باردة. 
كان هذان المجاهدان من أوائل الذين وقفوا في صفوف الجهاد ضد الأسد وروسيا ولكنهما اعتقلا في سجون الجولاني وأجهزته الأمنية الفاسد بسبب إخلاصهم. أما الجولاني فهو يدعو روسيا إلى احتلال الجزء الجنوبي من سوريا بشكل رسمي.
يا أهل الشام!
هل هذه الثورة هي التي سفكت من أجلها دماء آلاف الشهداء؟
هل هذا تحكيم الشريعة أم هو سلطة واستبداد باسم الدين و استغلال أهل السنة لتنفيذ مخططات الولايات المتحدة والصهاينة حلفائهم الغربيين الآخرين؟
إننا ندعو الجماعات المجاهدة والعلماء ووسائل الإعلام الحرة إلى إيصال أصوات المهاجرين الأوزبك إلى أهل الدعوة والجهاد والمؤمنين في جميع أنحاء العالم والمطالبة بالإفراج العاجل عن هذين الشقيقين.
الكاتب: أبو أسامة الشامي





