إسرائيل وشراء القساوسة الأمريكيين والمحاصرة الجغرافية والإرهاب الرقمي (3)
يدافع مدير المشروع الصهيوني تشاد شنيتجر عن هذه الحملة مؤكداً: “بالنسبة للذين لا يحبون إسرائيل، ستساعد هذه العروض والمنشورات في تغيير رأيهم ويزعم أنه يبدو أن البيانات التي تم الحصول عليها لا تذهب إلى إسرائيل وأن المحاصرة الجغرافية هي أداة تسويق قياسية منذ 10 سنوات ولكن خبراء الخصوصية يدقون ناقوس الخطر عنها.
تصف ميغان يوريو من مركز معلومات الخصوصية الإلكترونية تصرفات الصهاينة اليهود بأنها عدوانية للغاية قائلة: إن الحقيقة هي أن الأمر انتشر بشكل واسع وأن الحكومات الأجنبية تستخدمه للتأثير وهنا تظهر حاجتنا إلى القوانين مضيفة أن الحكومة الإسرائيلية هي التي تسعى اليوم لكسب الدعم بين المسيحيين ولكنه قد تتحول غداّ إلى عدو يزرع الفتنة وينشر الفوضى في مدينة أمريكية معينة وقد تكون لتصرفاته عواقب وخيمة على الأمن القومي.
يرفض البعض في الولايات المتحدة أن يمنحوا إسرائيل الحق في التلاعب والتدخل في خصوصية الأمريكيين. حدت أوريغون وماريلاند من المحاصرة الجغرافية ومنعتا لجنة التجارة الفيدرالية (FTC) وسطاء البيانات مثل Gravy Analytics من بيع بيانات مواقع الكنائس.
أما إسرائيل فهي تكثف جهودها بحيث أثار إلحاح الصهاينة اليهود ردود فعل عنيفة متزايدة وزاد تدخل الصهاينة في خصوصية الأمريكيين من التوترات خاصة بين الشباب وأثار موجة جديدة من المشاعر المعادية لإسرائيل وبين العديد من المسيحيين الذين لا يتأثرون بالصهاينة الإنجيليين.
تندرج هذه العملية في استراتيجية إسرائيل الواسعة النطاق لحماية هيمنتها على السياسة الأمريكية والمسيحيون الإنجيليون الصهاينة يشكلون كتلة رئيسية إذ يشكلون 40 في المائة من الناخبين الجمهوريين وتضم منظمة المسيحيين المتحدين من أجل إسرائيل(CUFI) 10ملايين عضو.
تدعم رشوة القساوسة رواية إسرائيل التوراتية وتخفي أجندات الصهاينة التوسعية والإبادة الجماعية تحت غطاء الأجندات الدينية وتؤثر هذه الجهود على الكونغرس من عرقلة القرارات عن غزة إلى مساعدة بقيمة 3.8 مليار دولار من المساعدات السنوية لإسرائيل.
أما المخاطر فهي لا تزال كبيرة. يمثل انخفاض الدعم بين الشباب الأمريكيين حيث تسود وسائل التواصل الاجتماعي تطوراً ملحوظاً إذ تفقد إسرائيل قدرتها على قولبة التصورات من خلال التلاعب اللامتناهي والأكاذيب الصريحة.
تعدّ الحملة الجديدة لرشوة القساوسة والتحرش بالمسيحيين رقمياً خطوة يائسة قد تضر بكل الروايات الصهيونية والجالية اليهودية التي قد تتحول إلى عدو محلي رئيسي للولايات المتحدة وتتعدى على حرية الشعب الأمريكي.
الكاتب: أبو عامر (خالد الحموي)





