
نقد سياسات جهاز الجولاني: المهادنة مع أعداء الإسلام بذريعة المصلحة الشرعية ومقارنة مع صلح الحديبية
المقدمة
جهاز الجولاني، باتباعه سياسات علمانية وتحالفه مع أعداء الإسلام العلنيين، بمن فيهم أمريكا وإسرائيل، يسير في مسار خطير يتناقض تماماً مع مبادئ الإسلام. تُبرَّر هذه السياسات باسم “المصلحة”، لكنها في حقيقتها خيانة لمبادئ الأمة الإسلامية وتعطيل للجهاد. في هذا المقال، سنقوم بنقد ادعاءات جهاز الجولاني بالاعتماد على القرآن والسنة والتفاسير المعتبرة، وسنوضح الفرق بين صلح الحديبية ومهادنة الجولاني مع الأعداء، مع التأكيد على الطبيعة المؤقتة والهادفة للصلح في الإسلام. كما سنناقش موقف الجولاني السلبي تجاه أعداء الإسلام حتى قبل تأسيس حكومته.
—
1. مفهوم المصلحة في الشريعة وادعاء الجولاني
ادعاء الجولاني بأن التعاون مع أعداء الإسلام وتعطيل الجهاد يأتي نتيجة “عدم التمكين” ومراعاة المصلحة، يتناقض مع أسس الإسلام. المصلحة في الشريعة لا تُقبل إلا إذا عززت الأمة الإسلامية وحفظت عزتها. قال الله تعالى: “وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ” (المنافقون: 8).
وفي “في ظلال القرآن”، يؤكد سيد قطب أن الإسلام الحقيقي لا يتحقق إلا بالاستسلام لله، واتباع النبي ﷺ، وتطبيق الشريعة: “لا إسلام بغير استسلام لله وطاعة لرسوله، واتباع لمنهجه، وتحكيم لكتابه في أمور الحياة”.
بناءً على ذلك، فإن مهادنة الجولاني للأعداء، بمن فيهم إسرائيل وأمريكا، خيانة واضحة لمبادئ الإسلام
—
2. صلح الحديبية وتناقضه مع مواقف الجولاني
يحاول جهاز الجولاني تبرير مواقفه بالمقارنة مع صلح الحديبية، لكن هذا القياس باطل. صلح الحديبية كان صلحاً مؤقتاً وهادفاً لتقوية الإسلام، وإعادة بناء قوة المسلمين، وتمهيداً لفتح مكة. خلال هذا الصلح، لم يتم التنازل عن أي مبدأ من مبادئ الإسلام.
أما سياسات الجولاني، فهي تعطيل للجهاد، ووقف للنضال ضد الأعداء، وتعاون علني مع أمريكا وإسرائيل. وفي شرح مفهوم الصلح في الإسلام، يقول سيد قطب: “السلم التي لا تتحيف حقاً من حقوق الدعوة، ولا من حقوق المسلمين”.
هذا يوضح أن الصلح في الإسلام مشروع فقط إذا لم يؤدِ إلى فقدان حقوق المسلمين أو تعطيل الجهاد. صلح الحديبية خدم انتشار الإسلام، بينما سياسات الجولاني تعني الاستسلام للأعداء وتنفيذ أجنداتهم.
—
3. مؤقتية الصلح في الإسلام
أحد المبادئ الأساسية للصلح في الإسلام هو طبيعته المؤقتة. صلح الحديبية كان مثالاً واضحاً على صلح موقت استمر حتى استعاد المسلمون قوتهم وأدى إلى فتح مكة. وصفه القرآن بأنه “فتح مبين”: “إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا” (الفتح: 1).
ويضيف سيد قطب: “والجهاد ماضٍ إلى يوم القيامة”.
أما مواقف الجولاني، فهي ليست مؤقتة ولا تهدف إلى تعزيز الإسلام. بل هي محاولة لإضفاء الشرعية على سياسات أمريكا وإسرائيل، وخيانة لقضية الأمة الإسلامية.
—
4. تحريم ولاء الكفار والتعاون مع أعداء الإسلام
الإسلام ينهى بوضوح عن موالاة الكفار أو التعاون معهم. قال الله تعالى: “لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ” (آل عمران: 28).
أي تعاون مع أعداء الإسلام، خاصة إسرائيل وأمريكا، يُعد خيانة للإيمان والأمة الإسلامية. يؤكد سيد قطب: “الدين هو الدين الأخير وحده عند الله… والتسامح يكون في المعاملات الشخصية، لا في التصور الاعتقادي ولا في النظام الاجتماعي”.
الجولاني بسياساته، يمنح الشرعية لأعداء الإسلام، وهذا مخالف تماماً لأصول الشريعة.
—
5. تعطيل الجهاد: خيانة للأمة الإسلامية
من أخطر انحرافات جهاز الجولاني هو تعطيل الجهاد. الجهاد ركن أساسي من أركان الإسلام، وتعطيله تحت أي ذريعة يُعد خيانة للأمة الإسلامية. قال الله تعالى: “وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ” (البقرة: 190).
ويؤكد سيد قطب: “إن قيام الليل والناس نيام، والانقطاع عن غبش الحياة اليومية… يحتاج إلى استعداد طويل”.
تعطيل الجهاد بقرار الجولاني لا يعني سوى خدمة الأعداء وتقويض نضال الأمة الإسلامية.
—
6. موقف الجولاني السلبي تجاه أمريكا وإسرائيل قبل وبعد تأسيس حكومته
ما يبرز انحراف الجولاني بشكل أوضح هو موقفه السلبي تجاه أعداء الإسلام حتى قبل تأسيس حكومته. خلال قيادته للفصائل المسلحة وبعد إعلان حكومته، لم يتخذ الجولاني أي موقف صريح ضد أمريكا أو إسرائيل. هذا الصمت تجاه أعداء الأمة الذين يهاجمون الإسلام والمسلمين دليل قاطع على انحرافه عن أهداف الجهاد والمقاومة.
—
الخاتمة: مهادنة الجولاني وخيانته للإسلام
ادعاءات جهاز الجولاني حول المصلحة الشرعية لا أساس لها في الشريعة. الصلح في الإسلام مشروع فقط إذا كان مؤقتاً ويهدف إلى تعزيز الإسلام، كما كان الحال في صلح الحديبية.
أما سياسات الجولاني، فهي استسلام للأعداء، وتعطيل للجهاد، وتعاون مع أعداء الإسلام. صمته تجاه أمريكا وإسرائيل، سواء قبل أو بعد تأسيس حكومته، يكشف عن انحرافه عن المبادئ الإسلامية وخيانة لقضية الأمة.
واجب المسلمين الوقوف في وجه هذا الانحراف والدفاع عن عزة الإسلام وقيم الأمة، من خلال التمسك بالقرآن والسنة ومواصلة المقاومة ضد الأعداء.
کاتب: أبوانس الشامي