
حكم الجولاني هو تحكيم الجاهلية على سوريا في رؤية الإخوان المسلمين
عندما يتحدث السيد قطب رضي الله عنه عن الجاهلية والمجتمع الجاهلي، فإنه يقصد الدرجات المختلفة للانحراف عن المنهج الإسلامي الصحيح ولا يقصد أبداتكفير المسلمين.
يمكن للمسلم أن يرتكب الخطايا ولكن اقتراف بعض الخطايا لا يزال يسمح للمسلم بالبقاء في دائرة الإسلام وهناك بعض الخطايا التي يرتكبها الإنسان طوعاً وتتسبب في خروج الإنسان من دائرة الإسلام .
لذلك لا يفترض أن يخرج الإنسان من دائرة الإسلام بمجرد ارتكاب الذنب أو دخوله في الجاهلية ولكن الجهل مرض وتلوث له درجات مختلفة وكما يجب معرفة الأمراض وعلاجها، فمن الضروري أيضا معرفة الجاهلية وعلاجها.
روى شيخ الإسلام ابن تيمية عن عمر بن الخطاب أنه قال: إنما تُنقض عرى الإسلام عروة عروة إذا نشأ في الإسلام من لم يعرف الجاهلية.
إن المجتمع يحتاج إلى معرفة الجاهلية والأهمّ من ذلك علاجها الذي تدبر له الحكومة. . شبيب بن غرقدة عن المستظل بن حصين البارقي قال: خطبنا عمر بن الخطاب فقال: قد علمتُ وربِّ الكعبة متى تهلك العرب. فقام إليه رجلٌ من المسلمين فقال: متى يهلكون يا أمير المؤمنين؟ قال: حين يسوس أمرَهم من لم يعالج أمر الجاهلية ولم يصحب الرسول صلى الله عليه وسلم.
قد يعيش الفرد أو المجتمع أو الحكومة أو كل شخص على جميع المستويات الشخصية والاجتماعية والحكومية في الجاهلية ولا يهم إذا كان هذه الجاهلية قبل الإسلام أو بعد الإسلام أو في أي فترة زمنية أخرى.
يقول السيد قطب: “المجتمعات التي تعتبر نفسها مسلمة ولكنها أوكلت أهم صفة الألوهية وهي السيادة إلى غير الله يتم تنظيمها في مجتمعات ما قبل الإسلام” ويقول في تعريفه للمجتمع الجاهلي: “إن المجتمع الجاهلي هو أي مجتمع لا تكون مخلصة في عبادته لله ويكون تجسيد هذه العبادة في فكرة العقيدة والعبادة واللوائح الشرعية… الجاهلية هو عبودية الإنسان أمام الإنسان والإسلام هو عبودية الإنسان أمام الله، وبالتالي لا يمكن التوفيق بينهما، ومن أجل خلق مجتمع إسلامي يجب على المرء أن ينتقل من الجاهلية إلى الإسلام.
لا شك أن القوانين المسيطرة على النظام البعثي كانت قوانين جاهلية، وكان لسوريا نظام حكم جاهلي ولكن هل تخلص الشعب السوري من الجاهلية ودخل في القوانين والحكم الإسلامي بعد قلب النظام أم إنه دخل من الجهل البعثي العلماني إلى الجهل العلماني الغربي؟
لقد عرف الشعب السوري الجاهلية وعاش معها منذ سنوات طويلة ولا يمكن تغيير هذه الجاهلية على المستوى الحكومي إلا بتغيير قوانين الجاهلية إلى قوانين الشريعة وإقامة حكومة إسلامية ولكن خلفاء بشار الأسد يتبعون عادة نفس القوانين والنظام الذي يتبعه بشار الأسد، ولم يطرأ أي تغيير ثوري للانتقال من النظام الجاهلي إلى الحكومة الإسلامية
فإن نظام الجولاني من وجهة نظر الإخوان المسلمين هو نظام جاهلي رأسمالي غربي حل محل النظام الاشتراكي الجاهلي السابق ولا يزال شعبنا يعيش في عصر الجاهلي الحديث.
يعتقد السيد قطب وبالتالي الإخوان المسلمين، أنه يجب على المسلمين أن ينأوا بأنفسهم عن النظام الجاهلي والأفكار الجاهلية والتحرك نحو القيم وبناء الحكومة والمجتمع الإسلامي.
المؤلف: أبو عامر