
احفظوها للتاريخ فقط ..
الفلسطيني لم يبع أرضه؛ ولكنه استشهد وقُطّع عليها أمام مرأى ومسمع العالم، ولم يرضَ بغير ترابها وطناً بديلاً، وتحمّل لأجلها ما تنوء بحمله الجبال الراسيات.
عظيم هذا الفلسطيني عامة، “والغزاوي” خاصة.
وسيكتب التاريخ يوماً ما له وما عليه، وسيدرك الأجيال يقيناً أنّ هذا التراب سار عليه أعظم الرجال وأوفاهم وأبرّهم لوطنهم وشهدائهم وأسراهم وجرحاهم.
أنا من هذه البلدة العظيمة المباركة غزة.
لو استجاب القسام أثناء المعركة لدعوات الإرجاف، وألقى سلاحه، وأعلن استسلامه، وترك مراغمته أعداء الله، لما رأيت هذا الفتح الثاني للطوفان، وعودة النازحين إلى بيوتهم، وانكسار قرن الصهيونازية على صخرة ثباتهم، ولرأيت جموع المستوطنين يقصدون غزة بسلاحهم ويعسكرون في أرضها، ويقيمون مستوطناتهم فيها، ولطاف “بن غفير” وزمرة المتطرفين شوارعنا يشتمون نبيّنا -صلى الله عليه وسلم- كما فعلوا في باحات المسجد الأقصى المبارك.
ولكنّها معارك البطولة والجهاد والتي لا يثبت لها إلا الأباةُ المُؤيّدون من الله، المطمئنون لنصره وإنْ رآه الخلق بعيداً مستحيلاً.
لستُ مبالغاً إنْ قلت بأعلى صوتي: إنّ الأمة مدينةٌ لهؤلاء الأبطال على ثرى غزة؛ فهم رأس حربة مقارعة المشروع الصهيوني التوسعي في المنطقة.
اللهم بارك لنا في غزتنا، وبارك لنا في قسامنا.
کاتب: د. أبومحمد نائل