
إعلان النصر أم الاحتفال الموهوم؟!
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين، لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم، حتى يأتي أمر الله وهم كذلك.” (صحيح البخاري 7311)
الآن دعونا نرى أين الطائفة المنصورة هذه؟
في الجنوب؟ لا! الكيان الصهيوني يجلس هناك كضيف غير مدعو ولا يجرؤ أحد على الحديث عن طرده!
في الشرق؟ لا! هناك أيضا قوات سوريا الديمقراطية التي يبدو أنها تخضع للصليبيين فهي التي تحكم شرق سوريا!!
داخل البلاد؟ يا له من سؤال! هنا تعلن كل قبيلة إمارتها الذاتية وتقول: “لقد انتصرنا!” بينما الحكومة العلمانية تحكم على كل شيء!!
ولكن هل فتح الشام يعني تغييرا في الحكومة؟!
يقول ابن تيمية رحمه الله : “والمقصود بالقتال أن يكون الدين كله لله، وأن تكون كلمة الله هي العليا، فلا يقاتل أحد إلا لمنع الفتنة والظلم، وإقامة الدين الحق.” (مجموع الفتاوى 28/359)
فإذا كان الجنوب والشرق لا يزالان محتلين وإذا كانت للطائفية والانفصالية تسودان المشهد، وإذا كان الكفار لا يزالون يضعون حدودا لنا وتسيطر الحكومة العلمانية على كل شيء ، فهل يعتبر إعلان النصر سوى مفارقة مريرة في التاريخ؟!
من الأفضل أن نقول بدلاً من الاحتفال بالأوهام: لا يزال أمامنا عمل يتعين علينا القيام به! النصر يعني تحقيق حكم الإسلام، وليس فقط تغيير الأعلام!
الكاتب: ابن تيمية