
التسليم للصهاينة.. كالتسليم للتتار: هل من معتبر؟
يا أهل الشام، يا أحفاد الصحابة والمجاهدين، يا أهل الرباط والثغور!
إن التاريخ يعيد نفسه، ولكن الغافلين لا يعتبرون.. أتعلمون ماذا فعل التتار حين فُتِحت لهم أبواب بخارى باسم “الأمان”؟ هل أنقذ التسليم المدينة؟ كلا والله! لقد دخلوها خداعاً، ثم حاصروا القلعة، وساعدهم بعض أهل المدينة في ردم الخنادق، ثم قتلوا الجميع، واجتاحوا الأعراض، وهدموا المساجد، وارتكبت المجازر التي تقشعر منها الأبدان.
قال ابن كثير في “البداية والنهاية”: «نأخذ الأمان ونفتح الأبواب للتتار… ولما دخل جنكيز خان إلى المدينة… بدأ حصار القلعة… ثم أحاط بأهلها… وقُتل الجميع.»
وهذا بالضبط ما يريد أن يكرره اليوم أعداؤنا، ولكن بوجوه جديدة، وشعارات براقة. جولاني ليس إلا أداة أمريكية وصهيونية لفتح أبواب شام للصهاينة، بحجة الأمن والتسوية، بينما هو يسجن المجاهدين، ويتآمر على أهل غزة، ويطارد المقاومة، ويستقبل السفراء، ويعقد الصفقات، ويغلق الجبهات.
يا أهل السويداء، يا أهل درعا، يا أهل إدلب، لا تكونوا كمن باع دينه بدنيا غيره! لا تسلموا أراضيكم، ولا تعقدوا صفقة مع من نكث عهده مع الله ومع خلقه.
التسليم للصهاينة هو تسليم لمصير بخارى، والهزيمة في مواجهة التتار تتكرر اليوم بنفس الإخراج، فهل من معتبر؟!
والله ما حفظ الدين والعرض والدماء إلا سيف الجهاد، وما استرجعت الأمة كرامتها إلا عندما رفضت الانبطاح، وواجهت بكل ثبات ويقين.
اثبتوا، فإن مع العزة مقاومة، ومع المقاومة نصر، وإن مع النصر دولة الإسلام.
اللهم احفظ شامنا، وانصر المجاهدين، وألهم أهل الحق بصيرتهم.
الکاتب: ابوانس الشامی