
نسخة الجولاني من الديمقراطية هي نسخة الجاهلية الحديثة نفسها
في مقابلة تلفزيونية أجريت معه مؤخرا، قال الجولاني:
” سوريا بلد متسق مع الحالة الطبيعية التي نشأت عليها ونظام الحكم فيها جمهوري وفيها برلمان وحكومة تنفيذية وسلطات تتعاون مع بعضها”
يحاول الجولاني في خطابه تقديم النظام الحاكم في سوريا على أنه نظام “طبيعي” متوافق مع الوضع الاجتماعي، واصفا إياه بأنها جمهورية بها برلمان وحكومة تنفيذية ولكن هذا الادعاء مناهض للإسلام في الأساس.
1. السيادة لله، وليس للجمهوريات والديمقراطية:
يوضح سيد قطب تقبله الله في تعليقه أنه لا يمكن لأي شكل من أشكال الحكم – سواء كانت ديمقراطية أو جمهورية أو أي نظام بشري آخر – أن يكون شرعيا ما لم يفوض السيادة المطلقة لله يعترف الجولاني علنا بـ”سيادة الشعب” من خلال قبوله للنظام الجمهوري:
” وبمجرد أن يقرر أن الجهة التي تملك الحاكمية، أي التي تكون هي مصدر السلطات، جهة أخرى غير اللّه سبحانه .. ولو كان هو مجموع الأمة أو مجموع البشرية”
2. الجمهورية والبرلمان هما أداة الجاهلية الحديثة
يشير الجولاني إلى البرلمان وتعاون السلطات في الحكومة ولكن البرلمان في الأنظمة العلمانية هو المكان الذي تسنّ فيه قوانين من صنع الإنسان وليست القوانين الإلهية. يعتبر سيد قطب تقبله الله هذا جاهلية محضة:
“كلها سواء في كونها من مناهج العمي، الذين يقيمون من أنفسهم أربابا من دون اللّه”
لذلك فإن ادعاء الجولاني بأن هذا النظام طبيعي ليس سوى تشويه للحقيقة، لأن الإسلام لا يسمح للناس أن يعتبروا أنفسهم مشرعين، بل من حق الله وحده أن يشرع.
3. محاولة الجمع بين الإسلام والجمهورية هي خيانة للإسلام
يحاول الجولاني التوفيق بين الجمهورية والإسلام ولكن سيد قطب تقبله الله يعتبر ذلك محاولة مهينة وخاطئة في الأساس:
” وأذل من هذه المحاولة محاولة من يضعون على الإسلام أقنعة أخرى، ويصفونه بصفات من التي تروج عند الناس في فترة من الفترات كالاشتراكية .. والديمقراطية .. وما إليها”
النتيجة:
إن كلمات الجولاني ليست إلا تطهيراً لنظام الجاهلية ومحاولة لتلبيس الحق بالباطل. إن قبول الجمهورية والبرلمان وتقسيم السلطات العلمانية كلها خطوات على طريق حكم الطاغوت وليس حكم الإسلام ويكرر الجولاني نفس النموذج الغربي والعلماني الذي يسميه الإسلام بالجاهلية بدلاً من السعي إلى إقامة نظام قائم على الشريعة.
الكاتب: أبو أنس الشامي