
مخالفات الجولاني في تنفيذ أمر الله بناء على إرادة الشعب
قال عروة بن الزبير : “أنَّ امْرَأَةً سَرَقَتْ في عَهْدِ رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في غَزْوَةِ الفَتْحِ، فَفَزِعَ قَوْمُها إلى أُسامَةَ بنِ زَيْدٍ يَسْتَشْفِعُونَهُ، قالَ عُرْوَةُ: فَلَمَّا كَلَّمَهُ أُسامَةُ فيها، تَلَوَّنَ وجْهُ رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: أتُكَلِّمُنِي في حَدٍّ مِن حُدُودِ اللَّهِ؟! قالَ أُسامَةُ: اسْتَغْفِرْ لي يا رَسولَ اللَّهِ، فَلَمَّا كانَ العَشِيُّ قامَ رَسولُ اللَّهِ خَطِيبًا، فأثْنَى علَى اللَّهِ بما هو أهْلُهُ، ثُمَّ قالَ: أمَّا بَعْدُ؛ فإنَّما أهْلَكَ النَّاسَ قَبْلَكُمْ: أنَّهُمْ كانُوا إذا سَرَقَ فِيهِمُ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ، وإذا سَرَقَ فِيهِمُ الضَّعِيفُ أقامُوا عليه الحَدَّ، والذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بيَدِهِ، لو أنَّ فاطِمَةَ بنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ، لَقَطَعْتُ يَدَها. (صحيح البخاري 4304)
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن سبب هلاك الشعوب هو مخالفة أمر الله بسبب إرادة شيوخهم، والآن يقول الجولاني : إن أراد الشعب السوري تطبيق شريعة الله فنحن نحكمها وإذا أرادوا تطبيق القوانين العلمانية ، فنحن نختار القوانين الكفرية دستورا لنا ونطبقها في المجتمع.
قال طارق عبد الحليم ردا على تصريحات الجولاني: “إذا لم نقل الحقيقة، فما الهدف من دراستنا؟!
بمجرد أن قال (الجولاني): “إذا قبل الشعب ذلك سنحكم بالشريعة الإسلامية وإذا لم يكن الأمر كذلك لا نحكم الشريعة، فهذا يعني الكفر وأتحدى أحدهم أن يقول إنه ليس كفراً وأنا مستعد للنقاش.
يقول الله تعالى : فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (نساء/65)
يقول الطبري في تفسيره لهذه الآية : قال أبو جعفر: يعني جل ثناؤه بقوله: ” فلا ” فليس الأمر كما يزعمون: أنهم يؤمنون بما أنـزل إليك، وهم يتحاكمون إلى الطاغوت، ويصدّون عنك إذا دعوا إليك يا محمد = واستأنف القسم جل ذكره فقال: ” وربك “، يا محمد =” لا يؤمنون “، أي: لا يصدقون بي وبك وبما أنـزل إليك =” حتى يحكموك فيما شجر بينهم “، يقول: حتى يجعلوك حكمًا بينهم فيما اختلط بينهم من أمورهم، فالتبس عليهم حكمه.
من الواضح أن كلام الجولاني كفر وهو يريد أن يختبر الرأي العام ويمهد الطريق لقبول الدستور الذي من المفترض أن تتم صياغته مستقبلا بمساعدة الأمم المتحدة العلمانية وتركيا العلمانية وشركاء تركيا العلمانيين.
الكاتب: أبو سعد الحمصي