
ما هو البديل لخلفاء بشار الأسد لإدارة المجتمع السوري؟
أعلن رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ البداية وقبل قيام دار الإسلام في المدينة المنورة حتى وفاته أن الحكم لله وحده ، وكان هو صلى الله عليه وسلم والمؤمنون الآخرون يتخذون موقف « سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا »(البقرة، 285).
يتضح من الآية الشريفة أن المؤمن يجب أن يكون خاضعا لحكم “ما أنزل الله” وليس أهواء نفسه أو أهواء الآخرين دون أية مساومة مع الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
يقول الله تعالى : وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ (المائدة/48)
” بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ ” والحكم ليس حكم القاضي وحكم الولي فحسب بل يشمل جميع الأحكام التي يواجهها الإنسان في سياق حياته الشخصية والعائلية والاجتماعية في شؤون الحياة. وعلى سبيل المثال يجب أن نفعل ذلك بهذه الطريقة أو بطريقة أخرى. هل يجب تطبيق هذا القانون أو أي قانون آخر في إدارة الحكومة والمجتمع؟ وهلم جرا.
ويطلب الله تعالى من المؤمنين أن يقفوا موقف ” سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا” أمام كل شرائعه وليس بعضها، ومن يقول مثلا في الأمور الشخصية والمدنية والعائلية أن تسود قوانين الإسلام وأن تكون أمور الحكومة تحكمها قوانين أخرى، فهؤلاء هم الذين يقولون: يَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَٰلِكَ سَبِيلًا (“النساء”، 150).
إنهم يريدون أن يصنعوا مزيجاً من الإسلام وغيره. فقال الله تعالى : “أُولَٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا(النساء، 151)
ماذا كان بديل خلفاء بشار الأسد للشعب السوري حتى الآن؟ تحويل أهوائهم ورغبات أسيادهم الأجانب الجسدية إلى “إله” تشريعي أو العمل بالوضع الراهن والقوانين الكفرية لحزب البعث الذي تحول إلى “آلهة” للشعب الذي يقول الله عنه: ” أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ أَفَأَنْتَ تَکُونُ عَلَيْهِ وَکيلاً * أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَکْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْهُمْ إِلاَّ کَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبيلا” (الفرقان/ 44-43)
لم يكتف مسلمو العالم الإسلامي إلا بالتطبيق الكامل لشريعة الله في الصحوة الإسلامية في القرن أو القرنين الماضيين ونهضوا ودفعوا ثمن هذا الهدف. إن جميع الطاغوت الذين يحكمون الأردن والمملكة العربية السعودية ومصر وتونس والجزائر وما إلى ذلك لقد سمحوا بتطبيق قسم من الشريعة في بعض الأمور الشخصية والعائلية التي لا تتعارض مع قوانينهم العلمانية، كما سمح مشركو مكة للنبي صلى الله عليه وسلم بالعمل لمدة ثلاث سنوات حتى سن النبي صلى الله عليه وسلم قوانين تتعارض مع قوانينهم العلمانية في مختلف أمور العبادة والشؤون الاجتماعية.
يجب ألا نسمح للجولاني ومشروع أسياده الأجانب في سوريا بأن يصبحوا “إلها” جديدا، لأننا إذا التزمنا بالصمت، فإن خلفاء الجولاني سيكرهون المسلمين بقوة السلاح على عبادة هذا “الإله” مثلما فعل النظام البعثي.
لا ينبغي للمرء أن يكتفي بالإسلام السقيم ولكن يجب على المرء أن يقوله صراحة مثل سيد قطب تقبله الله: إما الإسلام الكامل أو لا شيء.
هذا الإسلام الكامل يعني أيضا تطبيق الإسلام وفقاً لرؤية كل المذاهب الإسلامية، وليس فقط على أساس مذهبنا.
الكاتب: أبو عامر