
أمريكا والصهيونية: رأسا تنين في حرب تدمير الأمة الإسلامية
تواجه الأمة الإسلامية اليوم أشد هجوم صليبي – صهيوني في تاريخها، إذ هو هجوم لا يقتصر على الاحتلال العسكري أو الهيمنة الاقتصادية، بل هو حرب فكرية وثقافية وأخلاقية تهدف إلى تدمير الإسلام من الداخل. تستخدم الولايات المتحدة بوجهها الإمبريالي ومعها الصهيونية العالمية بمؤامراتها في مقدمة هذه المعركة كل أدواتها لإضعاف المسلمين وإبعادهم عن معتقداتهم وقيمهم وهويتهم. هذا شيء حذر منه الشهيد سيد قطب منذ عقود.
الصهيونية وحربها على الإسلام
كشف السيد قطب رحمه الله المؤامرة الصهيونية الشريرة التي استهدفت الأمة الإسلامية وتشمل هذه الخطة نشر الفساد والرذيلة وإفساد الأجيال القادمة وتحويل المسلمين إلى عبيد للنظام الصهيوني العالمي.
“ومن هنا يستطيع المسلم أن يربط بين الحملة الضخمة الموجهة إلى حياء الناس وأخلاقهم، والدعوة السافرة لهم إلى العري الجسدي – باسم الزينة والحضارة والمودة! – وبين الخطة الصهيونية لتدمير إنسانيتهم، والتعجيل بانحلالهم، ليسهل تعبيدهم لملك صهيون!”
ما نشهده اليوم، بما في ذلك الإعلام المنحرف والأفلام المستهجنة والفساد الأخلاقي وتطبيع الدعارة، ليس سوى استمرار لهذه الحرب الصهيونية القذرة. الغرض من هذه الخطة هو تدمير الأسرة المسلمة وانحراف النساء وإغراق الشباب في مستنقع الشهوة حتى لا يبقى في الأمة رجل ينهض للدفاع عن الإسلام!
الولايات المتحدة وحملتها الصليبية ضد الأمة الإسلامية
لكن أمريكا هي الرمح الذي استخدمه الصليبيون في هذه الحرب. حربهم ليست فقط لاحتلال الأراضي الإسلامية بل لإطفاء نورالإسلام وفرض نمط حياة غربي على المسلمين. يقول سيد قطب:
“ولقد وقف بنو إسرائيل في وجه الدين الجديد وقفة العداء والكيد والتضليل، وحاربوه بشتى الوسائل والطرق حربًا شعواء لم تضع أوزارها حتى اليوم.”
اليوم، تتماشى سياسات الولايات المتحدة في الشرق الأوسط مع حربها ضد الإسلام حيث نشاهد الحروب العسكرية والاحتلال ودعم الأنظمة الديكتاتورية وتعزيز النظام الصهيوني وقمع الحركات الإسلامية.
فلاعجب أن الولايات المتحدة هي أكبر داعم لإسرائيل فليس من المستغرب أن نرى صمتهم في مواجهة الإبادة الجماعية للمسلمين في فلسطين وأفغانستان والعراق وسوريا وأماكن أخرى. إنهم العدو الأول للأمة الإسلامية ولن يتوقفوا عن القتال ضد الإسلام حتى يجردوا المسلمين من عقيدتهم.
الإسلام السبيل الوحيد لمواجهة المخطط الصهيوني الأمريكي
معركتنا اليوم ليست مجرد حرب عسكرية أو اقتصادية، بل حرب على مصير الأمة وحرب من أجل البقاء! يحذر سيد قطب من خداع “التسامح” و”التقريب” الذي يستخدمه الغرب لإخضاع المسلمين، قائلا:
“إن الذين يحاولون تمييع هذه المفاصلة الحاسمة، باسم التسامح والتقريب بين أهل الأديان السماوية، يخطئون فهم معنى الأديان كما يخطئون فهم معنى التسامح.”
هم يريدون من المسلمين أن يتخلوا عن دينهم وأن يرحبوا بالعلمانية الغربية وأن يخضعوا لحكام الطاغوت ولكن الإسلام لا يخلو من الإيمان والعقيدة لا تخلو من الشريعة، والشريعة لا تخلو من الجهاد ضد الطاغوت وحلفائهم من الصهاينة والصليبيين!
إما أن ننهض ونقاوم ، أو سيتم تدميرنا … أيهما سوف نختار؟!
کاتب: أبوانس الشامي