
السياسة الثابتة والجذرية الأمريكية عن حكومة الجولاني والحكومات المماثلة التي تحكم على المسلمين )۳(
أجندات الإصلاح:
يحتاج الغرب من أجل الاندفاع الأيديولوجي إلى التزام ثابت بالقيم الغربية ومجموعة من المواقف المرنة التي تتوافق مع الأفكار والشعوب والبلدان الإسلامية المختلفة. يمكن لهذا النهج أن يعزز تطوير إسلام علماني مدني وديمقراطي، ما يمنح الغرب المرونة التي يحتاجها للتعامل مع المواقف المختلفة.
يصف الرسم البياني أدناه شكلاً محتملاً من الاستراتيجية يستند إلى الركائز الخمس الديمقراطية للعالم الإسلامي والتي تتوافق مع المواقف التي يجب أن يتخذها الغرب فيما يتعلق بالمجموعات الأيديولوجية الأربع والمواطنين العاديين في البلدان الإسلامية.
الأول: دعم الحداثيين من خلال الترويج لنسختهم من الإسلام وخلق منصة واسعة لتطوير وجهات نظرهم ونشرها بشفافية. فسيكون من المغري اختيار التقليديين كعوامل رئيسية لتعزيز الإسلام الديمقراطي وهذا هو المسار الذي يرحج أن يسلكه الغرب.
إن المبالغة في دعم التقليديين قد يقوض الإصلاحات الداخلية الجارية في الإسلام ويمنع تقدم هؤلاء الحداثيين الذين تتوافق قيمهم تماما مع قيمنا.
فإن الحداثيين من بين كافة المجموعات المذكورة أعلاه، هم الأكثر دعماً لقيم المجتمع الديمقراطي الحديث. نحن بحاجة إلى الترويج لنظرتهم إلى الإسلام أكثر من أفكار التقليديين.
الحداثة ولا التقليدية عملت لصالح الغرب. كانت هي التي اقترحت الحاجة إلى التراجع والتغيير والتجاهل الانتقائي لعناصر التعاليم الدينية الأساسية.
لا يختلف العهد القديم كثيراً عن القرآن في تنظيم السلوك ويشمل العديد من القوانين والقيم التي لا يمكن تصورها في المجتمع الحديث ناهيك عن إضفاء الشرعية. هذه ليست مشكلة في الغرب، لأن القليل من الناس اليوم يصرون على أننا يجب أن نعيش بدقة وفقاً لشريعة الآباء القديسين للكتاب المقدس. بدلاً من ذلك، نحن نسمح بتجاوز رؤيتنا حول الجوهر الحقيقي لليهودية والمسيحية عن النص الذي قبلناه كتاريخ وأسطورة. هذا هو بالضبط النهج الذي يقترحه الحداثيون المسلمون.
العلمانيون (أولئك الذين يقولون بصدق إنهم علمانيون) مقربون من الغرب من حيث قيمهم وسياساتهم. ومع ذلك، فإن بعض العلمانيين غير مرغوب فيهم لدى الغرب بسبب مواقفهم المعادية للولايات المتحدة ومواقفهم الأخرى كما أنهم يواجهون صعوبة في استقطاب الجماهير المسلمة التقليدية.
لذلك، فإن الحداثيين هم أفضل شركاء للغرب. فهم يحظون بشكل عام بوضع أضعف مقارنة بظروف الأصوليين والتقليديين لسوء الحظ ويفتقرون إلى الدعم القوي والموارد المالية والبنية التحتية الفعالة والمنصة العامة. لذلك يجب على قادة الغرب دعم الحداثيين بالطرق التالية:
نشر وتوزيع أعمالهم بتكلفة مدعومة . تشجيعهم على نشر المؤلفات للجمهور العام والشباب. دمج وجهات نظرهم في مناهج التعليم الإسلامي. تعميم معتقداتهم الدينية للجمهور من أجل منافسة الأصوليين والتقليديين الذين لديهم مواقع إلكترونية وصحف ومدارس ومعاهد والعديد من الأدوات الأخرى لنشر آرائهم. عرض موقف الحداثة والعلمانية كخيار مضاد للشباب المسلمين الساخطين.استخدام وسائل الإعلام والمناهج التعليمية في بلدانهم لتعزيز الوعي بتاريخهم وثقافهم الجاهلية وغير الإسلامية.
الكاتب: أبو عامر (خالد الحموي)