
من أين يأت هذا القانون والحكومة الشرعية التي يعبدها الجولاني مثل الأصنام؟
تثبت أحداث العشرين عاما الماضية أن الكفار العلمانيين ينفذون مشروعهم خطوة بعد خطوة لزرع بديل لـ”الديمقراطية الإسلامية الليبرالية” في نفوس الشباب المسلمين ويحاولون غرس أيديولوجيات وروايات زائفة في وعيهم تقودهم من نور دين الله إلى ظلمة الرغبات البشرية والأصنام الوهمية.
هناك حرب أيديولوجية شرسة تدور على جميع الجبهات. المبدأ هو العلمانية ولكن بلون يروق لكل أمة. إن الفاصل بين الإسلام والعلمانية واضح جدا بحيث لا يمكن تجاهله. لذلك، يميل كل شخص إلى وجهة يريدها.
لا تخدع كل جهود أولئك الذين يسمون أنفسهم بالمسلمين ولكنهم في نفس الوقت يرفضون أو يشوهون المبادئ الإسلامية – الشريعة – أو لا يتصرفون تحت ذرائع مختلفة ويهمشون قوانين الشريعة الإسلامية، أتباع التوحيد، بل تخدعهم أنفسهم فحسب.
الجولاني الذي بدأ بإطلاق الشعارات الجهادية وزعم تحكيم الشريعة حتى وصل إلى حكومة صغيرة في إدلب وحكومة كبيرة في دمشق، يتبع اليوم مساراً ليبرالياً متكرراً تم اتباعه منذ عقود بمواقف اشتراكية ورأسمالية مختلفة تتظاهر بالإسلام والقومية، ما أثبت سجله الأسود في الأراضي الإسلامية.
ننصح المسلمين الذين يهتمون بدينهم بإخلاص أن يكونوا على دراية بمشاريع خصومهم حتى لا يقعوا في فخهم ولا ينخدعوا بشعارات ووعود أولئك الذين يتلاعبون بدين الله لإرضاء أهوائهم وتبرير بدعتهم بالرغبة في إنقاذ الشعب وحماية الثقافة الوطنية و إرساء العدل واستعادة الدولة على أساس الدستور.
هذا هو المسار الذي سلكه الجولاني في سوريا بنفس الشعارات إلى جانب الولايات المتحدة والغرب والصهاينة ويسلك طريقا يؤدي إلى جاهلية العلمانية التي تهدف إلى الانسجام مع ثقافة الشعب السوري من خلال أنشطة اقتصادية وقمع المؤمنين وأهل الدعوة والجهاد.
إن القانون الذي ينوي الجولاني تقديمه عبارة عن أن الشريعة الإسلامية ليست سوى مصدر واحد للقانون وليست المصدر الوحيد وتحكيم هذا القانون يعني تدمير عدة أجيال على مدى عقود إن لم نقم بمحاربته وإزالته.
هل هذا ما تبرع أهل الجهاد في سوريا بدمائهم وأنفقوا أموالهم من أجله؟
الكاتب: أبو عامر (خالد الحموي)