
العلم السوري يرفع في واشنطن: نخوة وطنية أم صفقة سياسية
أعلن وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني على حسابه أن علم الجمهورية العربية السورية رُفع بعد عقود من الغياب بفخر فوق السفارة السورية في واشنطن وكتب كذلك في منشوره أنه يمثل باعتزاز الشعب الذي قاوم ولم ينكسر قط.
ولكن يجدر بنا أن نفكر كيف يمكن للمرء أن يشعر بالفخر ويعتز برفع العلم السوري في واشنطن عندما تعدّ الولايات المتحدة أحد الأسباب الرئيسية للتفكك في سوريا واحتلت هي وبعض حلفائها في المنطقة بعض المناطق السورية ودمر حليفها في المنطقة القوات العسكرية السورية وقضى عليها عبر تنفيذ الهجمات البرية والغارات الجوية ؟
السيد الشيباني! هل نسيت أن الولايات المتحدة استخدمت حق النقض ضد قرار مجلس الأمن لإدانة إسرائيل ووقف إطلاق النار في غزة وأنها تمارس الضغط وتسبب الأزمة في المنطقة؟ كيف يمكن للشعب السوري أن يعتز بنفسه عندما يتعرض أمن بلاده وسيادتها ووحدتها لتهديد متكرر ؟ وإن قدمت سوريا شكوى عن الاعتداءات الإسرائيلية على مناطقها إلى الأمم المتحدة فتستخدم الولايات المتحدة حق النقض وتدوس كرامتكم.
إن كنت تعتبر رفع العلم انتصاراً سياسياً، فيجب أن نعلم أن هذا الانتصار جاء بصفقة سياسة. لقد حققت الولايات المتحدة ربحاً كبيراً في هذه الصفقة، لأنها لا توقع صفقة إلا أنها حققت مصالحها السياسة والاقتصادية. إذن قل لي ما هي التنازلات التي قدمتها لواشنطن لتتخذ مثل هذه الخطوة إن كنت صادقاً؟
يبدو أن رفع العلم السوري في واشنطن يتعلق بقضية تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني المجرم. يجب أن ننتظر ماذا يحدث في المستقبل!
الکاتب: أبو أنس الشامي