
هضبة الجولان وأهميتها لإسرائيل وسوريا؟ (1)
تقع الجولان وهي هضبة بركانية في الشرق الأوسط في جنوب غرب سوريا على بعد حوالي 60 كيلومترا من جنوب غرب العاصمة السورية دمشق. تشمل هضبة الجولان التي أخذت اسمها من مدينة الجولان القديمة في الكتاب المقدس على ما يقرب 1800 كيلومتر مربع. احتلت إسرائيل معظم هضبة الجولان منذ عام 1967 أي 1230 كيلومتراً مربعاً وضمتها لاحقاً إلى حدودها. فأصبحت الجولان منطقة متنازع عليها بين البلدين. احتلت إسرائيل في عام 2024 ما بقي من هضبة الجولان. اعترفت الغالبية العظمى من الدول بهضبة الجولان كمنطقة سورية.
تمتد هضبة الجولان من نهر اليرموك جنوباً إلى بحيرة طبريا المعروفة أيضاً باسم كنرت ويحدها وادي الحولة في الغرب وجبال لبنان الشرقية في الشمال ومضيق وادي الرقاد في الشرق.
يعيش في المنطقة ما يتراوح بين 000 50 و 000 55 شخص كما أفادت مصادر مختلفة. يشكل الدروز نصف عدد السكان في المنطقة أي 000 29 نسمة وهم طائفة عرقية دينيةعربية متميزة ويشكل المستوطنون اليهود النصف الآخر من السكان حيث أنشئ ما يقرب من 30 مستوطنة يهودية يبلغ مجموع عدد سكانها 000 25 نسمة في هضبة الجولان والتي تعتبرها الأمم المتحدة غير شرعية).
كيف حدث النزاع على هضبة الجولان
أجرت سوريا وإسرائيل بتوسط أمريكي مفاوضات غير مباشرة لحل الصراع من عام 1992 إلى عام 2000، ما أدى إلى عقد اجتماع في شيبردستاون بالولايات المتحدة في بداية عام 2000. كانت صيغة التفاوض تقوم على فكرة الأرض مقابل السلام التي تطلبت عودة هضبة الجولان إلى دمشق مقابل أن تضمن سوريا السلام والأمن الإسرائيلي ولكن الجانبين فشلا في التوصل إلى اتفاق بينما ألحت إسرائيل على الحدود التي رسمت عام 1923 وطالبت سوريا بالحدود التي رسمت في 4 يونيو 1967 والسماح بالوصول إلى بحيرة طبريا ونهري الأردن واليرموك.
كان أحد الحواجز عبارة عن شريط ضيق من الأرض على وجه التحديد، ما يصل عرضه 10 أمتار فقط يقع على الشاطئ الشمالي الشرقي للبحيرة ويسمح لسوريا بالوصول المباشر إلى هذه المنطقة المائية. وافقت إسرائيل على أن تسمح للمواطنين السوريين بالوصول إلى البحيرة للسياحة والترفيه وصيد الأسماك واستخراج المياه. فلم ترض تل أبيب إضافة إلى ذلك عن ضمانات السلام وشروط تطبيع العلاقات الثنائية التي قدمتها دمشق.
ومن عام 2004 إلى عام 2007، أجريت المفاوضات بشكل غير رسمي بوساطة سويسرا. فبدأت الجولة التالية من المفاوضات في عام 2007 ولكن سوريا علقت المفاوضات في العام التالي بعد بدء العملية الإسرائيلية في قطاع غزة. وافقت حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في وقت لاحق وخلال المشاورات الجديدة على التنازل عن هضبة الجولان على طول حدود يونيو 1967 شريطة قطع جميع العلاقات بين دمشق وإيران وحزب الله والعديد من المنظمات الفلسطينية. ثم ألغيت الجولة التالية من المشاورات في عام 2011 بسبب اندلاع الاحتجاجات المناهضة للحكومة السورية والحرب الأهلية التي حدث في سوريا.
الكاتب: أبو عامر (خالد الحموي)