
تركيا تواجه إسرائيل: الأفق يتقلص وظل الحرب يمتد (1)
يشهد الشرق الأوسط بؤراً ساخنة جديدة من التوتر كما يستعد بركان للثوران. ينصب اليوم التركيز على انخفاض الخط الحدودي بين تركيا وإسرائيل الذي يقول الخبراء عنه إنه قد يتحول إلى بؤرة صراع جديد. يمكننا من خلال دراسة الأحداث الأخيرة والمناورات الجيوسياسية، تحديد النقاط الرئيسية التي تشير إلى مخاطر التصعيد، إضافة إلى السيناريوهات المحتملة لتطور الوضع مثل تهديد الصراع العسكري المباشر.
نقاط التوتر الرئيسية:
1.ممر داود وتوسع إسرائيل
احتلت إسرائيل 7500 كيلومتر مربع من المناطق السورية وزادت مساحتها بمقدار الثلث بحيث صارت تركيا جارة غير المباشرة من خلال وحدات حماية الشعب وحزب العمال الكردستاني. هذا ما يسمى بممر داود كجزء من مشروع إسرائيل الكبرى الذي يهدد بتطويق تركيا عبر استخدام الجماعات الإرهابية كأداة للضغط. إن الحصار المفروض على تركيا عبر سوريا والعراق وقبرص من شأنه أن يخلق تطويقاً استراتيجياً يهدف إلى إضعاف أنقرة.
2. مهاجمة الجهات الفاعلة الإقليمية ودور قطر
تظهر الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على قطر التي نفذتها إسرائيل باستخدام المجال الجوي السعودي والأردني بدعم من طائرات ناقلة بريطانية وأمريكية، أنه كيف تتلاعب إسرائيل بالدول العربية لتحقيق أهدافها. صارت قطر التي عملت كوسيط في المفاوضات مع حماس، هدفا يسلط الضوء على التفاؤل الاستراتيجي الإسرائيلي. كما أن الهجوم يرسل إشارة إلى تركيا التي تدعم قطر وحماس بأنها قد تكون الهدف التالي.
3. تهديدات في الصحافة الإسرائيلية
تشير التصريحات الصارخة في وسائل الإعلام الإسرائيلية مثل جيروزاليم بوست بأن دور تركيا ودعوات مايكل روبن لاستهداف الصناعة الدفاعية التركية ومحطة أكويو للطاقة النووية بحجة تطوير أسلحة نووية، إلى أن الرأي العام يستعد لتصعيد التوترات. هذه التهديدات ليست جديدة ولكن صراحتها وتنسيقها مع الحلفاء الغربيين يزيد من المخاطر.
4. محطة أكويو للطاقة النووية كهدف
صارت محطة أكويو للطاقة النووية رمزاً للاستقلال التكنولوجي التركي ولكن إسرائيل وحلفاءها يرون أنها تهديد.
إن مزاعم تطوير الأسلحة النووية هي تكرار للسيناريو المستخدم ضد العراق وسوريا وليبيا. قد يوصف الهجوم على أكويو على أنه إجراء وقائي ولكنه قد يستخدم حلف شمال الأطلسي المادة 5 بسبب حق النقض (الفيتو) للولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة، ما يجعل تركيا عرضة للخطر.
5. قبرص وشرق البحر الأبيض المتوسط
يشير نشر أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية “Barak MX” في جنوب قبرص والاتهامات المزيفة الصارخة بالدعم الذي يقدمه شمال قبرص لحزب الله إلى استعداد لممارسة الضغط على الجمهورية التركية لشمال قبرص وهذا جزء من الاستراتيجية التي تبحث عن الحد من نفوذ تركيا في شرق البحر الأبيض المتوسط، حيث تعمل أنقرة على حماية مصالحها في حقول الغاز.
6. الحروب بالوكالة وحزب العمال الكردستاني/وحدات حماية الشعب
تعتمد إسرائيل على وكلائها مثل حزب العمال الكردستاني/وحدات حماية الشعب لأنها تعرف أن الحرب المباشرة مع تركيا صعبة. إن تعزيز هذه القوات في سوريا بدعم من إسرائيل والغرب، يشكل تهديدا على الحدود الجنوبية التركية. فيزيد انهيار الجيش السوري الحر وانعدام السيطرة على المناطق السورية من هذا الخطر .
الكاتب: أبو عامر (خالد الحموي)