
الجولاني يسير على طريق التطور والخداع
تدلّ المشاريع الغربية الأمريكية في توجيه بعض الأفراد واستخدامهم كأداة على عداوتهم المستدامة. يقول القرآن: وَلَنْ تَرْضَىٰ عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ [البقرة -120]. يمكن متابعة هذه القصة عن الجولاني. بدأ مشروع الجولانی باتصال مباشر وسري مع أجهزة الأمن الغربية حيث تم اختيار الجولاني منذ البداية (في 2010-2011) كاداة يمكن استغلالها.
الهدف الرئيسي في هذه المرحلة هو التبعية الفكرية والسياسية لتمهيد الطريق لمزيد من الاستغلال. ظهر الجولاني في هذه المرحلة في ثوب المجاهد وتحدث عن الجهاد العالمي والقتال ضد الطاغوت وقدم نفسه على أنه يحارب إسرائيل ولكن هذا الادعاء ليس سوى قناع لخداع شعوب المنطقة. يسعى المسلمون في المنطقة بطبيعتهم إلى محاربة الكفر والطاغوت. فكان هذا ما دعا إلى استغلال الموقف.
تحول الجولاني في عام 2017 إلى شخصية قومية ووطنية وزعم أنه يسعى لتحرير سوريا ولكنه تخلى عن مبادئه الجهادية في وقت لاحق. حاول الجولاني في هذه المرحلة أن ينال ثقة الشعب السوري المسلم عبر ترديد الشعارات الدينية، بينما خدم خلف الكواليس نفس الخطة التي وضعتها له الأجهزة الأمنية الأمريكية. كان هذا الجزء من المشروع قمة الخداع الذي منحه الشرعية.
ثم عرض الجولاني أخيراً في 2021- 2025نفسه في القتال ضد الحكومة السورية إلى جانب الغرب وثم انكشفت حقيقته. حلّ الجولاني محله الحقيقي ثم بدأ يخدم الغرب ويتنازل أمام أعداء الإسلام مثل إسرائيل وخضع للمؤسسات التي يراها الإسلام أدوات تتلاعب بها القوى الكفرية والاستعمارية.
يسمي الغرب هذا الأمر زوراً التقدم والتطور ولكنه ليس سوى السقوط والخيانة والتبعية في مواجهة الهيمنة الغربية والقبول بالليبرالية الغربية.
الکاتب: ابن تيمية