لماذا نعتبر الجبان بطلاً!
قال النائب الأمريكي توم باراك عن الجولاني وإدارته واصفاً إيا: إن الجولاني أجرى حواراً مع إسرائيل بشجاعة بعد يومين من قصف إسرائيل لمبنى وزارة الدفاع!!
تعتبر كلمات توم باراك مثالاً واضحاً يدلّ على تشويه الحقيقة، لأن الواقع يخالف ما قاله توم باراك. لا يشير الحوار مع عدو مازلنا نرى آثار هجماته إلى الشجاعة، بل يشير إلى الضعف والخوف والاستسلام .
الشجاعة لها معنى واضح في قواميس الأمم: مواجهة العدوان وإن كنت تعاني من المشاكل الاقتصادية أو العجز العسكري. فلا يمكن اعتبار شخص يفاوض العدو بدل أن يرد على الاعتداء ويحاربه أكثر من شخص جبان.
لا تعني عزة الأمة الإسلامية والدفاع عنها والجهاد ضد الكفار الذين احتلوا المناطق شيئاً يمكن الاتجار به من أجل المصالح قصيرة المدى. بل يجب إخراج الكفار من المناطق الإسلامية أي دار الإسلام بدل أن نجلس معه على طاولة المفاوضات. يقول الله سبحانه وتعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ”
ضمن الله النصر وقضا سبحانه على الخوف من الجهاد بينما صدرت تصرفات الجولاني من خوفها وليس شجاعته. إذن يجب أن ننظر إلى خطاب توم باراك على أنه دعاية حيث استخدم باراك كلمة الشجاعة لتبرير خوف الجولاني الجبان.
والنقطة الهامة الأخرى هي أن التفاوض في مثل هذه الحالة له رسالة واضحة يرسلها إلى العدو بحيث يعتقد أن هجماته تترك أثراً بالغاً وأن الطرف الآخر ليس لديه خيار سوى الاستسلام والتفاوض. يجعل هذا السلوك العدو يتجرأ بدل أن يردعه ويمهد الطريق لمزيد من الاعتداءات. لذلك يجب القول إن هذا الإجراء لا يدلّ على الحكمة والشجاعة، بل يدلّ على التراجع والخوف.
الکاتب: أبو أنس الشامي





