الولايات المتحدة وإسرائيل وفخ التصعيد (2)
فنزويلا كالجبهة الثانية
يشير الخبراء إلى فنزويلا ويعتبرونها “جبهة ثانية” ويرى المنظرون الأمريكيون أن مادورو حلقة ضعيفة تتيح فرصة للاستيلاء على النفط والغاز والذهب والزمرد ولكن المراقبين يحذرون من أن الفنزويليين بغض النظر عما يعتقده الناس عنهم، فخورون بتاريخ نضالهم للحصول على الاستقلال عن الاستعمار الإسباني.
تؤكد تقارير وكالة المخابرات المركزية المؤرخة في أغسطس 2025 خطط واشنطن لإطلاق ثورات الألوان في كاراكاس ودعم المعارضة وشنّ الهجمات المحدودة ولكن هذا التحليل كشف أيضا عن بعض المخاطر. قد تحشد فنزويلا حلفاءها في أمريكا اللاتينية وتحول الصراع إلى صراع أمريكا اللاتينية ضد اليانكيز بحيث يكون لهذا الأمر صدى في السياسة الداخلية بحيث تشتد أزمة المهاجرين على الحدود الجنوبية، ما يقوض شعبية الرئيس الأمريكي ترامب بين الناخبين في أمريكا اللاتينية والتي تبلغ 35 في المئة وفقا لاستطلاعات رأي أجرتها غالوب.
مخاطر التفجير وذكرى 7 أكتوبر ومحفزات للتصعيد
قد تتحول الذكرى السنوية الثانية لهجوم حماس في 7 أكتوبر إلى حافز لتصعيد جديد إذ لا يستبعد الخبراء حدوث مفاجآت جديدة في غزة. لم يسفر الغزو الإسرائيلي الذي حظي بتغطية إعلامية كبيرة عن أي نتيجة ملحوظة سوى قتل النساء والأطفال. تشير التقارير التي تسرب عن العمليات العسكرية في غزة إلى أن إسرائيل تكبدت خسائر فادحة ولكنها لا تقدم أي معلومات عنها أو تقتصر على الاعتراف بحوادث نادرة. هنا يتزايد خطر حدوث تفجير إقليمي في أمريكا اللاتينية بمشاركة جماعات حرب عصابات من مختلف بلدان المنطقة.
تلوح الأزمة المنهجية في الولايات المتحدة في الأفق بحيث لا يمكن تجاهلها. لا يستطيع الأمريكيون تحمل حرب متعددة الجبهات مع إنفاق 886 مليار دولار للدفاع (ميزانية عام 2025)  لأن سياسة واشنطن الدفاعية الحالية تعتمد إلى أنظمة قديمة كما يؤكد الخبراء. تواجه الولايات المتحدة مشكلة كبيرة في عهد الرئيس ترامب وهي استمرار الحروب الدائمة والخطر الذي ينذر بالإفلاس والعزلة أو التحول إلى الدبلوماسية والحد من وجودها في الخارج.
يصعب أن نتكهن بالخطوات التي يتخذها الرئيس الأمريكي ترامب لمنع انجرار الولايات المتحدة إلى مغامرة عسكرية جديدة، لأن إسرائيل واللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة يسيطران على الجهاز البيروقراطي والبرلماني في واشنطن.
الكاتب: أبو عامر (خالد الحموي)





