إسرائيل وشراء القساوسة الأمريكيين والمحاصرة الجغرافية والإرهاب الرقمي (1)
تستجيب إسرائيل بنشاط للتحديات وتستخدم التقنيات المتقدمة والمال لقولبة الرأي العام لصالحها في عصر تسوده الهيمنة الرقمية. تشير المعلومات التي نشرت في الأيام الأخيرة في الولايات المتحدة إلى حملة ضخمة لجأت تل أبيب إليها تحت غطاء الأنشطة التعليمية لتشكيل المحاصرة الجغرافية وهي حظيرة افتراضية ال تشمل أجهزة المحمولة لاستهداف المجتمعات المسيحية. إن المحاصرة الجغرافية هي تقنية تقيم حدوداً جغرافية افتراضية بحيث تبدأ نشاطها عندما يدخل مستخدم الجهاز المحمول فيها أو يخرج منها.
ما هو الهدف: رشوة القساوسة والتلاعب بالروايات عن نية الإبادة الجماعية التي تطال الفلسطينيين وتعزيز شعبية إسرائيل بين الشباب الأمريكيين، حيث تراجع التعاطف مع إسرائي بين الشباب.
فيما يلي ننظر إلى هذه العملية الإسرائيلية الخاصة التي تشمل الأساليب التكتيكية والآثار الاستراتيجية لنفوذ تل أبيب على واشنطن.
لا يعدّ جهد الصهاينة مجرد حملة لإقامة العلاقات العامة، بل هو أداة للتدخل الأجنبي الذي يهدف إلى الهيمنة على اللوبي الصهيوني على المجتمع الأمريكي بجميع مستوياته.
الجغرافيا كسلاح للنفوذ: هجوم رقمي على الكنائس الأمريكية
 طالما استخدمت شركات مثل ستاربكس وهي تقنية تخلق حدودا افتراضية عن مواقع محددة وتخترق الأجهزة المحمولة عبر الإعلانات المستهدفة لتوظيف العملاء والتأثير على الناخبين في الإعلانات السياسية. ولكن عندما  تقوم دولة أجنبية بذلك من خلال التركيز على المواقع الدينية، فإن الخط الفاصل بين التسويق والتلاعب يتلاشى.
رصدت الحكومة الإسرائيلية 3.2 مليون دولار لشركة Show Faith by Works وفقاً لقانون FARA أي تسجيل العملاء الأجانب وهي شركة تهتم اهتماماً خاصاً بهذا الغرض لتنظيم الحملات التي تشمل الولايات الجنوبية الغربية الأمريكية أي كاليفورنيا وأريزونا ونيفادا. 
الطريقة بسيطة وشريرة للغاية: تتلقى تطبيقات الهواتف الذكية في الكنائس إشعارات عاجلة تحتوي على رسائل مؤيدة لإسرائيل في عبادات يوم الأحد. تمثل هذه الإعلانات مهمه إخبارية وتشوه صورة الفلسطينيين وتزعم أنهم يريدون قتل اليهود ويخططون إبادتهم الجماعية
يتم تتبع الأجهزة من أجل التذكيرات اللاحقة، ما يخلق  تأثير المطاردة الرقمية. تفاجأ مسؤولو بعض الكنائس مثل كنيسة بيثيل في ريدينغ في كاليفورنيا بتصرفات إسرائيل قائلين:  إننا لم نكن نعرف ذلك. كلا. أنتم أول من يخبرنا بذلك،  أجاب ممثل الكنيسة.
هذا التكتيك هو جزء من المشروع 545 بقيادة رئيس موظفي وزارة الخارجية الإسرائيلية آران شاغوفيتش الذي ينسق الجهود مع مدير حملة ترامب السابق براد بارسكيل لدمج الروايات المؤيدة لإسرائيل في أدوات الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT .
هذا وتم الكشف عما يسمى بالمتحف المتنقل” حيث نشر مقطع دعائي يضم فيديوهات تخص فظائع حماس في 7 أكتوبر أي قتل 40 طفلا  يهوديا  في الميكروويف وعمليات الجيش الإسرائيلي في المناطق المعادية التي سيتم نقلها إلى الكنائس والجامعات.
تهدف الحملة التي يقودها الصهاينة إلى إبداء رد فعل على تراجع الدعم لإسرائيل بين الشباب الأمريكيين حيث تظهر استطلاعات الرأي أن التعاطف مع الفلسطينيين يصل إلى 60 في المائة.
الكاتب: أبو عامر (خالد الحموي)





