الداعي إلى السلام ترامب يستعد للقتل والصين تستعد للانهيار الناعم للولايات المتحدة (2)
الصين: مهاجمة الدولار
تستعد الصين بقيادة شي جين بينغ لانهيار مالي بارد يشل الولايات المتحدة بينما يخوض ترامب حربا ساخنة والانهيار سيكون هادئاً ولكنه لا مفر منه. يبدو أن الصين جمعت ما يكفي من القوة والموارد للرد على واشنطن بزيادة حادة في أسعار الفائدة.
جمعت الصين منذ بداية عام 2025 ما يقرب من 40,000 طن من الذهب الذي كان في السابق أقل من 5,000 طن وخزنتها في بورصة شنغهاي للذهب. هذا  ليس مجرد صندوق احتياطي  بل إنه بنية مالية جديدة خالية من الدولارات توفرها الصين.
العناصر الرئيسية  للهجوم الصيني
– إعادة الذهب والأصول: أخرجت بكين الذهب ودمجته في نظام BRICS  حيث يحل اليوان والعملات المشفرة والآليات العابرة للحدود محل SWIFT.
– مبيعات السندات: خفضت الصين حيازاتها من وزارة الخزانة الأمريكية من 1.1 تريليون دولار إلى 700 مليار دولار وتليها المملكة العربية السعودية وتركيا وإندونيسيا واليابان. هذا يرفع معدل الدين الأمريكي ويشمل خطر فشل إعادة التمويل.
– المعادن النادرة: تسمح السيطرة على أكثر من 90٪ من السوق العالمية للصين بمنع الصادرات في أي وقت، ما يشل الصناعات الدفاعية والإلكترونية والطاقة الأمريكية. تدوم المخزونات الأمريكية لعدة أشهر ويرتبط هذا ارتباطاً مباشراً بتعريفات ترامب الجمركية في 1 أبريل 2025.
تبدو الأحداث غامضة. هناك سيناريوهان اثنان محتملان: خفض التعريفات الجمركية مقابل صادرات المعادن النادرة أو التصعيد الحاد على سبيل المثال خلق الأزمة عن تايوان.
أما من الناحية السياسية، فهذا يقوض التحالفات الأمريكية: كندا التي تضررت من التعريفات الجمركية  وهي تتحول بالفعل إلى بكين، ما يهدد بإضعاف نظام الدفاع الجوي الأمريكي الحيوي NORAD.
تظهر المحادثات التي سبقت القمة بين وزير الخزانة الأمريكي سكوت باسانت ونائب رئيس مجلس الدولة الصيني هاي ليفينج مثابرة بكين: يحذر رئيس مجلس الأعمال الأمريكي الصيني شون شتاين من أن التصعيد أمر لا مفر من بدون صفقة رائعة (نقلا عن ترامب)
أوكرانيا وروسيا: قطع في اللعبة العالمية. إلهاء أم فرصة؟
تصبّ الأزمة الفنزويلية في صالح موسكو وتشتت انتباه واشنطن عن كييف حيث وعد الرئيس الأمريكي بالوصول إلى تسوية عاجلة وسلام.
تختلف الوكالات الاستخباراتية الأمريكية بعضها مع البعض في كيفية مواجهة مصالح موسكو كما تفيد بعض المصادر الأمريكية. ترى وكالة المخابرات المركزية رغبة بوتين في السلام، بينما تنكر وزارة الخارجية ذلك. يذكرنا الاضطراب السياسي الخفي والعلني في الولايات المتحدة   ب خداع الذات السوفيتي  قبل انهيار الاتحاد السوفيتي.
دومينو الهيمنة العالمية
 على الرغم من أن الولايات المتحدة لا تزال تتمتع بالقوة، إلا أنها تتعرض لخطر التحول إلى دولة هشة. فالديون تخنق الميزانية ويمكن أن تتسبب المغامرة العسكرية مع فنزويلا في تصعيد لا يمكن السيطرة عليه وتعمل استراتيجية الصين على تآكل أسسها المالية بشكل منهجي.
قد لا يجني الرئيس الأمريكي ترامب الذي يحلم بالحصول على جائزة نوبل للسلام ويعمل في نفس الوقت كمحفز للحرب شيئاً، بينما يصبح شي جين بينغ مهندس نظام عالمي جديد  يحل فيه الذهب واليوان محل الدولار.
سيكون الاجتماع بين شي وترامب في 30  أكتوبر اختباراً مهماً: إن التسوية تنقذ الوضع الراهن، بينما يسرع التصعيد الانهيار.
في لعبة جيوسياسية حيث تكون أوكرانيا وروسيا مجرد أداة في معركة العمالقة، فإن الخاسر لا يخاطر بالنفوذ فحسب، بل يخاطر بوجود الإمبراطورية.
الكاتب: أبو عامر (خالد الحموي)





