الداعي إلى السلام ترامب يستعد للقتل والصين تستعد للانهيار الناعم للولايات المتحدة (1)
في عالم يشهد الشطرنج الجيوسياسي فيه توتراً غير مسبوق، أثبت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نفسه بقوة في المقدمة. والذي سمى نفسه بالقائد العام للقوات لإنهاء الحروب ويبحث عن توازن بين الخطاب السلمي والأعمال الحقيقية التي تفوح منها رائحة البارود.
نعرض هنا سيناريوهين دوليين يمكن أن يؤديا إلى تغييرات في العالم الذي خارت أسسه بالفعل بسبب نزع القداسة الكاملة للغرب. يشمل هذان السيناريوهان حربا محتملة تشنها الولايات المتحدة على فنزويلا واستعدادات الصين الاستراتيجية لتدمير الهيمنة العالمية للولايات المتحدة. تستند هذه الدراسة إلى مصادر وتسريبات جاءت في الصحف المختلفة.
ترامب: من جائزة نوبل للسلام إلى الاغتيالات دون أن يعلن الحرب
يعزز ترامب الذي عاد إلى البيت الأبيض بوعوده عن وقف الحروب في جميع أنحاء العالم قواته العسكرية قبالة سواحل فنزويلا. يقارن بعض المعلقين الحالة السائدة بأزمة الصواريخ الكوبية. تركز فرقة أمريكية تشمل حاملة الطائرات النووية USS Gerald R. Ford مع 90 طائرة ومدمرتين من طراز Arleigh Burke التي تحمل أكثر من اثني عشر صاروخ كروز وغواصة نووية وسفن برمائية لمكافحة تهريب المخدرات في منطقة البحر الكاريبي.
أصبحت خطابات ترامب الرسمية مشؤومة بشكل متزايد حيث يقول الريس الأمريكي: إنني لا أطلب بالضرورة من الكونجرس إذناً لإعلان الحرب. أعتقد أننا نريد قتل الذين يهربون المخدرات إلى بلدنا. سوف نقتلهم. هل تعلم؟ هم سيموتون على سبيل المثال.
وفي الوقت نفسه هذه الحرب ليست مجرد عملية لمكافحة الإرهاب من منظور الفطرة السليمة. يتجاوز عدد القوات العسكرية حشدت، عدد القوات المنتشرة في عملية خليج الخنازير الفاشلة في عام 1961 وعدد القوات الأمريكية قبل الحرب مع إيران. فلا معنى لحشد هذه القوة الضخمة لمكافحة عدد قليل من القوارب التي تهرب المخدرات.
يعرض العدوان الأمريكي على فنزويلا صورة ترامب المشوهة للخطر وينفي زعمه عن السعي وراء السلام وينال من فرصه في الفوز بجائزة نوبل للسلام التي يأمل في الحصول عليها، إذا تصاعدت التوترات.
يرى بعض المحللين في تصرفات ترامب تكتيكاً خادعاً ضد أوكرانيا وسط فشل المفاوضات مع روسيا. هنا أصبحت فنزويلا مجالاً مناسباً لاستعراض القوة على الرغم من أنه استعراض محفوف بالمخاطر حيث يمكن أن يؤدي حادث مع البحرية الفنزويلية أو حكومة مادورو إلى صراع شامل ويضعف الولايات المتحدة على جبهات أخرى.
أما ساحة السياسة الداخلية، فيعمل ترامب على تفاقم نقاط الضعف في البلاد حيث وصل الدين القومي الأميركي إلى رقم قدره 38 تريليون دولار أي زيادة قدرها 2 تريليون دولار منذ يناير 2025 ويزداد الدين بمقدار تريليون دولار في كل خمسة أشهر ولا تزال حملة خفض الديون بقيت شعاراً جوفاء عندما يتم إنفاق الميزانيات على مشاريع كبرى مثل قاعة الاحتفالات في واشنطن بجوار البيت الأبيض والتي ستكون أكبر من المقر الرئاسي التاريخي وأضف إلى ذلك إسرائيل التي تلتهم ضرائب الأمريكيين بسرعة فائقة لتعزيز مشروعها الطائفي الشرير.
المؤلف: أبو عامر (خالد الحموي)





