يا أمة الإسلام ؛ سلسلة توجيهات منهجية للشيخ أسامة بن لادن تقبله الله (2-3)

يا أمة الإسلام ؛ سلسلة توجيهات منهجية للشيخ أسامة بن لادن تقبله الله (2-3)

ومن الأمور المهمة في ميدان النجاة والخروج من هذا التيه؛ هو النصح للدين -النصح لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم- فمسألة النصيحة هي في غاية الأهمية, وهي الإطار المهم الذي يحفظ الدين. ولذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((الدين النصيحة)) [رواه مسلم]، لأن النصيحة التي هي من أبرز معالمها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ هي التي تحافظ على الدين, فلذلك اختصر عليه الصلاة والسلام الدين بهذه الكلمة ((الدين النصيحة)).

ولكننا في زمن اختلط على الناس فهم الدين, وظنوا أن الدين يقوم بغير نصيحة ويقوم بغير المخاطرة. فنظراً لكثرة الترف الذي أصاب الناس, وإلى ركونهم إلى الدنيا وإلى الأرض, والأشد والأنكى أن هذا المرض القاتل يوزّعه هؤلاء القاعدون الراكنون إلى الدنيا على الشباب الصادقين الغيورين على دينهم, الذين يريدون أن ينكروا المنكر, ويأمرونهم بعدم إنكار المنكر، وهم في ذلك يتقدمون بآرائهم بين يدي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم كما سنذكره بإذن الله.

فلا يستقيم أمر الدين إلا بالنصح وإلا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, وتحمّل كل المخاطر في سبيل هذا الدين, ولذا قال عليه الصلاة والسلام: ((إن أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر)) [رواه الإمام أحمد]، هذا كله حتى يستقيم الدين.

وحال هؤلاء الذين يعرّضون أنفسهم للمخاطر من أجل أن يستقيم الدين كحال أناس في سفينة, يسير بها قائدها إلى هاوية سحيقة في مجرى نهر, فهذا يريد أن ينصح القائد وهؤلاء من خوفهم يقولون له؛ “إذا نصحته سيقتلك لا تنصحه!”, فالحاصل أن الجميع سيذهبون إلى تلك الهاوية [34].

ففي ديننا من التأكيد والحرص على تصحيح المسار، إلى درجة أن تقدم نفسك في سبيل الله لتصحيح المسارحتى يبقى الناس على الدين, فلذا جاء حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب، ورجل قام إلى إمامٍ جائر فأمره ونهاه، فقتله)) [رواه الحاكم] ، فهذا للأسف الفهم الواضح الصريح للحديث، كان علماؤنا ومشايخنا يقومون بتثبيطنا عنه وينهوننا أن نفعل مثل هذا ويقولون ليس من ورائه مصلحة.

ففي هذا الفهم خطر عظيم على دينهم وعلى اعتقادهم، كيف يتقدمون بهذا بين يدي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الواضح الصريح ((سيد الشهداء حمزة بن عبدالمطلب, ورجل قائم إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله))، فقوتنا وسلاحنا للمحافظة على بقاء ديننا, وعلى مقاومة أي محاولة لتحريف الدين داخلية أو نتيجة ضغط خارجي هي الروح الاستشهادية, فالجهاد وما تفرع منه هو السبيل لإحقاق الحق, ولإبطال الباطل.

فينبغي للشباب الذين شرح الله صدورهم لحب الدين, وللفداء في سبيل الله أن لا يلتفتوا إلى هؤلاء الموظفين, وأن لا يلتفتوا إلى القاعدين, وأن لا يلتفتوا إلى الراكنين, فشتان شتان بين علمائنا الذين يشار إليهم بالبنان, ومن يشار إليهم اليوم نتيجة الثورة الإعلامية ونتيجة التقدم الإعلامي الهائل.

فالحكومة تنظر في العلماء فما رأت فيه موافقة لها ولينٍ ومداهنةٍ منهم سلطت عليه الأضواء, فينشأ الناشئة منذ الصغر ويسمعون؛ “الشيخ فلان أرسل برقية إلى الملك”, و “الملك رد إليه برقية”, ويظهر عن يمين الملك في كل يوم اثنين وغيره [35], فيقع في ذهنه أن هؤلاء أهل الخير والصلاح.

قال أهل العلم؛ “دخول العلماء على السلاطين فيه مضارٌ ثلاث” [36]، فمن أعظم مضاره تضليل العامة, فالعامة يقولون لولا أن هذا الإمام وهذا الملك أو هذا الرئيس على خير لما دخل عليه الشيخ فلان! وهم يتجاهلون أن هذا الذي دخل على الملك هو موظفٌ ملحقٌ بالديوان الملكي أو ملحقٌ بوزارة الداخلية.

يقول الإمام أحمد رحمه الله : (من قلّة فقه الرجل أن يقلّد في دينه الرجال) [أعلام الموقعين 2/211].

فإذا انتبهنا إلى الذين يضعهم الحاكم في طريق الجهاد، وحذّرنا الناس منهم، فبإذن الله سنصل إلى طريق الجهاد الذي يُكفّ به بأس الكفار ويحق الحق [37]. فهؤلاء علماء الدولة وعلماء السلاطين ليس في فقههم؛ فقه محمد صلى الله عليه وسلم والفهم لطبيعة منهج الله سبحانه وتعالى.

فلا بد أن يستقر في أذهاننا؛ أن الالتزام بالدين بالضرورة أن يكون هناك معاداة من أهل الباطل, فكما في الحديث الصحيح في صحيح البخاري رحمه الله الحديث الذي ترويه أمنا عائشة رضي الله عنها عندما ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أمنا خديجة رضي الله عنها إلى ورقة بن نوفل فلما قص عليه ما قص من بدء الوحي فقال ورقة بن نوفل: (يا ليتني كنت فيها جذعاً [38] إذ يخرجك قومك)، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((أو مخرجيّ هم؟!))، قال: (ماجاء رجل قط بمثل ماجئت به إلا عودي) [متفق عليه][39]، هذا هو فقه محمد صلى الله عليه وسلم فكل من التزم الإسلام حقاً لابد أن يُعادى.

وهؤلاء الأنصار رضي الله عنهم لما جاءوا في يوم العقبة يبايعون رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام فجاء معه العباس -وهو على دين قومه لم يسلم بَعد- فقال: (يامعشر الخزرج إنكم قد دعوتم محمداً فإن كنتم أهل قوة وجلد وبصيرة بالحرب واستقلال بمعاداة العرب قاطبة. فإنها سترميكم عن قوسٍ واحدة فأروني رأيكم وأنتم وأمركم, ولا تفرّقوا إلا عن إجماع فإن أحسن الحديث أصدقه, صفوا لي الحرب؟ كيف تقاتلون عدوكم؟) ، فهذا العباس – وهو على دين قومه كافراً – ولكن يحتاط لابن أخيه محمد صلى الله عليه وسلم ويفقه أن معنى “لا إله إلا الله”؛ أن الناس والعالم سيعادي أهلها, فعند ذلك تكلم عبد الله بن عمرو رضي الله عنه فقال: (نحن والله أهل الحرب, وغذينا بها, وورثناها كابراً عن كابر نرمي بالنبل حتى تفنى, ونطاعن بالرماح حتى تكسر, ثم نمشي بالسيوف نضارب بها حتى يموت الأعزل منا أو من عدونا)، فقال العباس: (هل فيكم دروع)، قالوا: (نعم ها هي)، عند ذلك تقدم البراء بن معرور رضي الله عنه، وقال: (قد سمعنا ما قلت, وإنا والله لو كان في أنفسنا غير ما ننطق به لقلناه, ولكنا نريد الوفاء والصدق, وبذل مهج أنفسنا دون رسول الله صلى الله عليه وسلم)، فهذا هو فهم السلف رضي الله عنهم للالتزام بالدين وبذل مهج الأنفس لله سبحانه وتعالى وفي الدفاع عن دينه وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وأيضاً مما جاء في ذلك اليوم المبارك – يوم العقبة – عندما قام الصحابة يريدون أن يبايعوا الرسول صلى الله عليه وسلم فأخذ بيده أسعد بن زرارة وقال: (رويداً يا أهل يثرب إنا لم نضرب إليه أكباد الإبل إلا ونحن نعلم أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن إخراجه اليوم مفارقة العرب كافة وقتل خياركم, وأن تعضكم السيوف, فإما أنتم تصبرون على ذلك؛ فخذوه وأجركم على الله, وإما أنتم تخافون من أنفسكم خيفة؛ فذروه فهو أعذر لكم عند الله) [رواه الإمام أحمد][40].

فهذا هو فهم السلف لمعنى “لا إله إلا الله”، وما تقتضيه “لا إله إلا الله” من تحكيمٍ في الأرض ومما سيضطر إلى المواجهه مع العدو.

وكما قال المثنى بن الحارثة لرسولنا عليه السلام يوم أن عرض عليهم أن يؤمنوا بلا إله إلا الله, وأن يحموه ويؤووه, فقال المثنى – كان مشركاً يومها – قال: (إن هذا أمر تكرهه الملوك).

وفي الحديث الآخر عندما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم في سياق السؤال عن أفضل الأعمال حتى في العشر من ذي الحجة فاستثنى, ووضح لهم أي الأعمال أفضل, فهي أفضل حتى من العمل في عشر ذي الحجة فقال عليه السلام: ((إلا رجل خرج يخاطر بنفسه وماله، فلم يرجع بشيء)) [رواه البخاري].

فأما ما انتشر بين العلماء من السلامة على أنفسهم وعلى أبنائهم, وعلى أموالهم, وعلى وظائفهم, مع بقاء الدين, فهذا فهم مغاير لحقيقة “لا إله إلا الله” ولمعاداة أهل الباطل لها، فهذا التواؤم, وهذا التماشي بين العلماء والحكام – الذين كفروا بالله ورسوله – هو وضع خاطئ ينقلب وينصبُّ في الابتداء على أن العلماء تركوا حقيقة “لا إله إلا الله”, والالتزام بحقيقة “لا إله إلا الله” ومقتضيات “لا إله إلا الله”, يداهنون الحكام.

فينبغي الحذر كل الحذر من هؤلاء, لأن النظام وضعهم عن قصدٍ للصد عن سبيل الله, وقد كان منذ ربع قرن كان الشيخ عبد الله بن حميد عليه رحمة الله، لا يُذكر بجواره العلماء الآخرون – بعد أن توفي الشيخ محمد بن إبراهيم عليه رحمة الله – في ورعه وفقهه وعلمه وشدته في الحق، ولكن النظام لا يريد أهل الحق ولايريد أهل التقى والورع، فما زال يضايَق الشيخ عبد الله بن حميد وأُخذ الأضواء عنه بعيداً على عدد من العلماء الأخرين الذين فيهم لين ورقّة مع النظام, ونوع مداهنة, وأضف إلى ما لبّس عليه النظام, وتركوا الشيخ عبد الله بن حميد يضايقوه في عمله إلى أن استقال لما شعر أن الدولة بدأت تبتعد كثيراً, وظهر له أن الدولة توالي الكفار, وتبتعد كثيراً عن شرع الله سبحانه وتعالى.

فكذلك الحال اليوم تسلط الأضواء الإعلامية على العلماء, الغرض منه التدليس على المسلمين.

وفي هذا المجال لابدّ من الحديث أننا إذا عرفنا علماء السوء وعلماء السلاطين ينبغي البحث بجد واجتهاد عن الصادقين من العلماء, عن الذين يصدعون بالحق ولا يخافون لومة لائم، فإن الله سبحانه وتعالى قال: {يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اِتَّقُوا اللَّه وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} [سورة التوبة : 19]، فينبغي الالتفاف حولهم والتشاور معهم في نصرة لا إله إلا الله والعمل لتحكيم شرع الله سبحانه وتعالى.

والصادقون من العلماء لهم صفات, والصادقون بيّن الله سبحانه وتعالى صفاتهم في كتابه الكريم قال : {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} [الحجرات : 15] فمن أبرز صفات الصادقين:
1) صفة الإيمان.
2) وصفة الجهاد في سبيل الله.

وهذا المعنى نجده يتكرر، ويقترن الصدق مع الجهاد، ومع النصرة, ومع قول الحق, والصدع به, فمن ذلك قوله سبحانه وتعالى: {لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} [سورة الحشر : 8] الذين يهاجرون والذين ينصرون الله ورسوله ويجاهدون في سبيل الله هؤلاء في سبيل الله وللتمكين لدين رسول الله صلى الله عليه وسلم فهؤلاء هم الصادقون.

ومن أعظم الجهاد كلمة الحق والصدع بها، كما مضى معنا في الحديث عن نبينا عليه السلام : ((أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر))، فالعلماء الذين يصدعون بالحق؛ هؤلاء هم الصادقون وهذه صفتهم.

أما الذين يرون أن الحكّام قد والوا الكفار, ويرون الحكام قد حكموا بغير ما أنزل الله, هؤلاء الذين يمدحون الطواغيت؛ ألا يرون أبراج البنوك الربوية؛ التي هي حكم بغير ما أنزل الله؟! وإعراض عن منهج الله بجوار الحرم؟! هذا الإلحاد قرب بيت الله الحرام, والإلحاد في الحرم ليس المقصود به فقط الكفر، وإنما كما في الحديث الذي مر معنا -في حديث صحيح البخاري- : ((أبغض الناس إلى الله ثلاثة))، قال: ((ملحدُ في الحرم))، قال أهل العلم؛ الكبيرة في الحرم تعتبر إلحاداً، وذُكِرت هنا بمعنى إلحاد للتشنيع عليها وللتهويل عليها حتى يبتعد الناس عنها.

فأبرز صفات الصادقين؛ الجهاد باليد وباللسان, وقد يكون الإنسان صادقاً وهو ينكر بقلبه, ولكننا لا نعرفه ولا نتعرف عليه وإنما نتعرف على الذي ينكر بيده وبلسانه.

وهنا ينبغي أن نؤكد على شباب الصحوة ما مر معنا؛ أن فيهم من الطاقات ما يكفي وزيادة لإقامة الحق, ولإقامة دولة الإسلام, ودولة الخلافة, ولكن ينبغي أن يتحرروا ويحرروا عقولهم من التقليد الأعمى، فقد صح عن نبينا عليه السلام أنه قال: ((‏لا تكونوا إمعة، تقولون؛ إن أحسن الناس أحسنا، وإن ظلموا ظلمنا، ولكن وطنوا أنفسكم؛ إن أحسن الناس أن تحسنوا، وإن أساءوا فلا تظلموا)) [رواه الترمذي وحسنه].

وسأذكر لكم قصة ذات مغزى كبير أن أولي الألباب والنهى إذا قلدوا مَن أمامهم دون أن يتدبروا, فقد يضيع منهم خير عظيم, بل قد تضيع عليهم الآخرة – ولا حول ولا قوة إلا بالله – فهذا خالد بن الوليد رضي الله عنه وعمر بن العاص، وعمرو بن العاص من دهاة العرب المعدودين, وخالد بن الوليد عبقري في الحروب, ومع ذلك تأخر إسلامهما لأكثر من عشرين سنه تقريباً, والنور بين يديهم، ورسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة عشرة سنة بين أظهرهم في مكة ولا يرون هذا النور مع شدة ذكائهم ونباهتهم، فماهو السبب؟!

السبب؛ التقليد الأعمى, كانوا ينظرون إلى أولئك الرجال العظام في قريش -أهل الندوة- ويقتدون بهم, وعطّلوا عقولهم، فلما أسلم خالد وعمرو بن العاص قبل الفتح بشيء يسير – أي قريباً من عشرين سنة منذ بعثت محمد صلى الله عليه وسلم – فقال له بعض أصدقائه: (أين كان عقلك يا خالد ولم تر هذا النور لعشرين سنة؟)، فقال كلمة ينبغي التوقف عندها كثيراً للمقلدين، قال: (كنا نرى أمامنا رجالاً كنّا نرى أحلامهم كالجبال) – الوليد بن المغيرة, وعمرو بن هشام, وعتبة وشيبة ابني ربيعة, والعاص بن وائل السهمي, وأمية بن خلف – قوم عبّأوا على الناس عقولهم أنهم هم الذين يعرفون الصواب, وكانوا يقودونهم إلى المهلكة في الدنيا والآخرة.

فلما حرر خالد عقله نفع الله به وتفجرت طاقات, فكان سيفاً من سيوف الله فتح الله به أرضاً عظيمة في بلاد فارس وفي بلاد الروم.

فأقول: كثيرٌ من الناس عندهم من الطاقات الهائلة، ولكن يعطلها باتباع قاعد، باتباع من رضي بأن يكون مع الخوالف, فلا نجاة لهذه الأمة إلا بإتباع المنهج كاملاً، فكما ذكرت الخطر ملازم بصفة دائمة لهذه الدعوة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

ففي هذا الحديث العظيم فقه عظيم جداً حيث إنه وضّح للناس وللمؤمنين أهمية الأولويات في هذا الدين, فرأس الأمر الإسلام ورأس أركان الإيمان والإسلام شهادة أن “لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله”، فالإيمان فيه شعب [41] فلا ينبغي بحال إذا غابت الشعبة الأولى وهي أعظمها وأفضلها وأعلاها شهادة أن “لا إله إلا الله” الاشتغال بما دونها, فهي الأساس لهذا الدين فما يفعل الناس في هذا الزمان وهم يرون بأم أعينهم أن “لا إله إلا الله” بمعناها الذي أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم قد غيّبت عن حكم الناس في جميع شؤون حياتهم, ويشتغلون بكثير من الشُعب مع غياب هذه. فهذا لا يمكن أن يسمى لمن علم بهذه الحقائق إلا هروباً عن أداء الواجب, بل عن أعظم واجب في الحياة, وهو تحكيم شهادة أن لا إله إلا الله على كل مؤمن.

ولو قعد الإنسان عن الجهاد واشتغل بإماطة الأذى عن الطريق وهي شعبة من شعب الإيمان وكان الجهاد متعيناً, فلا يقال لهذا الذي يعمل بهذه الشعبة أو بهذه الطاعه جزاه الله خيراً بل هو في ديننا فاسق من الفاسقين فارٌ فر عن نصرة لا إله إلا الله ونصرة دين محمد صلى الله عليه وسلم فينبغي الانتباه الشديد إلى هذه الأولوية, وهو كما لا يخفى، وللأسف الشديد غائبة غياباً عظيماً جداً من جميع بلاد الإسلام بدون استثناء. وأنبه الإخوة كما في حديث رسولنا صلى الله عليه وسلم عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((إن الله تعالى قال؛ من عادى لي وليا فقد ‏آذنته ‏بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه)) [رواه البخاري]، فالفرائض والطاعات والعبادات هي بما فرض الله سبحانه وتعالى, وترتيبها كما رتبها الله سبحانه لا بما يتوافق معنا, وبما يتوافق مع أهوائنا, وبما يتوافق مع نفوسنا وتثاقلها إلى الأرض.

  • Related Posts

    مؤامرة كبيرة في سوريا والخونة يرتدون زي الجهاد والتيارات الإسلامية تسقط ويتم المساس بالجهاد عبر السلطة وتتجنب الحروب

    مؤامرة كبيرة في سوريا والخونة يرتدون زي الجهاد والتيارات الإسلامية تسقط ويتم المساس بالجهاد عبر السلطة وتتجنب الحروب لم تعد الولايات المتحدة والغرب يحتاجون اليوم إلى حروب طويلة ومكلفة لمواجهة…

    خطاب ودي لأهل لدعوة والجهاد في بلاد الشام خاصة مع المجاهدين المهاجرين والمظلومين والمسلمين في سوريا

    خطاب ودي لأهل لدعوة والجهاد في بلاد الشام خاصة مع المجاهدين المهاجرين والمظلومين والمسلمين في سوريا أيها المجاهدون والمرابطون! أيتها الأمة المضطهدة والمستفيقة في أرض الشام، اسمعوا: أين الثورة التي…

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    You Missed

    مؤامرة كبيرة في سوريا والخونة يرتدون زي الجهاد والتيارات الإسلامية تسقط ويتم المساس بالجهاد عبر السلطة وتتجنب الحروب

    • من abuaamer
    • نوفمبر 22, 2025
    • 9 views
    مؤامرة  كبيرة في سوريا والخونة يرتدون زي الجهاد والتيارات الإسلامية تسقط ويتم المساس بالجهاد عبر السلطة وتتجنب الحروب

    خطاب ودي لأهل لدعوة والجهاد في بلاد الشام خاصة مع المجاهدين المهاجرين والمظلومين والمسلمين في سوريا

    • من abuosameh
    • نوفمبر 22, 2025
    • 8 views
    خطاب ودي لأهل لدعوة والجهاد في بلاد الشام خاصة مع المجاهدين المهاجرين والمظلومين والمسلمين في سوريا

    الخطباء يستسلمون للاحتلال من كابول إلى دمشق والخيانة واحدة والمصير متماثل!

    الخطباء يستسلمون للاحتلال من كابول إلى دمشق والخيانة واحدة والمصير متماثل!

    الجولاني عميل الولايات المتحدة الأمريكي وإسرائيل سوف يرى نتائج نفاقه وظلمه

    الجولاني عميل الولايات المتحدة الأمريكي وإسرائيل سوف يرى نتائج نفاقه وظلمه

    لعبة الشطرنج في واشنطن وابتسامة أحمد الشرع الشريرة

    • من alUrduni
    • نوفمبر 21, 2025
    • 4 views
    لعبة الشطرنج في واشنطن وابتسامة أحمد الشرع الشريرة

    هام. خاص لجنود الهيئة الجولاني وشرعييه، عن حرمة الدّخول في التّحالف الدّوليّ لمكافحة الإرهاب

    • من admin
    • نوفمبر 21, 2025
    • 6 views
    هام. خاص لجنود الهيئة الجولاني وشرعييه، عن حرمة الدّخول في التّحالف الدّوليّ لمكافحة الإرهاب