عصابة الجولاني تمثل صومة عار في تاريخ سوريا والدروس من حماس، من أين بدأت خيانة الأمة؟
يجب أن نسأل من البداية شيوخ عصابة الجولاني مثل شاشو ومظهر الويس والمحيسني وغيرهم لماذ لا يعودون إلى منهج أهل السنة والجماعة رغم الانحرافات التي يرونها والشكوك التي تعتريهم عن الجولاني؟ لماذا يستغلون الخلافات مع أهل الدعوة والجهاد الذين يحاربون الولايات المتحدة والصهاينة وحلفاءهم كذريعة للتحالف مع الكفار والمحتلين الأجانب؟ إنكم أنتم الذين تسمون أنفسكم بالسلفية ابتعدتم عن منهج اهل السنة والجماعة وسرتم على نهج خاطئ ومدمر تعاملون فيه المسلم أسوأ بكثير من الكافر وبدأتم تخدمون المحتلين الأجانب والمرتدين وأصبحتم وصمة عار على جبين الأمة منذ سنوات عديدة. أنتم الذين حذر النبي صلى الله عليه وسلم منهم إذ قال: إِنَّمَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي الأَئِمَّةَ الْمُضِلِّينَ.( الألباني، صحيح الترمذي 2229)
كنا نلوم حركة حماس لأنها تتعاون مع محور المقاومة وتحالفت مع إيران لمواجهة العدو الصهيوني الذي يعادي الأمة الإسلامي كلها. إذن لم نولي أي اهتمام لما قاله بعض مؤيدي حماس الذين أرادوا تبرير تصرف حماس حيث أكدوا أننا يجب أن نفعل ذلك. ليس هناك من يساعدنا ن في الدول الإسلامية. اعتقدنا أن ذلك التعاون خيانة كبرى لدماء السوريين الذين قتلهم حلفاء بشار الأسد العلماني.
أما اليوم فنحن أدركنا أننا كنا مخطئين ونرى رد الفعل الذي حصل بعد أن فتح النظام السوري أبواب السلام والمصالحة لحليف بشار الأسد أي روسيا وتحالف الجولاني مع الولايات المتحدة كأكبر عدو للإسلام في العصر الحديث أذ تحالفت الحكومة السورية مع الدول التي قتلت الناس في غزة وأفغانستان والعراق والصومال واليمن والعديد من المناطق الإسلامية أو قدمت دعماً مباشراً للمجرمين.
وماذا يجري الآن؟
يا عصابة الجولاني! دخلت الظلام من بوابة مظلمة وتحالفت مع الكفار الذين يقررون ويبسطون سلطتهم، وهو ما اعتبرتموه حراماً منذ سنوات وكفرتم الآخرين من أجله.
قرر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة مسودة قرار يشطب اسم الرئيس السوري ووزير الداخلية من قائمة العقوبات الدولية. قال الممثل الأمريكي في مجلس الأمن إن الرئيس أحمد الشرع يحاول بجدية تنفيذ التزامات سوريا في مجال مكافحة الإرهاب. إذن فإن هذا القرار الأممي خطير للغاية. لا يهمنا رفع العقوبات عن الجولاني والشيباني، بل ما يهمنا هو التزام الحكومة السورية بتنفيذ إجراءات تتماشى مع مكافحة الإرهاب.
قد تضع هذه الدول بعض الأفراد من حكومة الجولاني على قائمة الإرهاب لو دققنا النظر واستدعى الأمر إلى ذلك لكي يفحصوا التزام الجولاني بمحاربة نفسه أو أنصاره. وما رأيناه في مع الفرنسيين هو جانب واحد من هذه المؤامرة الخطيرة التي أظهرت أن هذا القرار يرفع العقوبات عن شخصين ولكنه يقوم على معايير ظالمة وقائمة على المصلحة ليست حقيقية أو تريد فرض العدل على آلاف الآخرين.
كيف تبررون هذا السقوط العقدي والأخلاقي؟
كان النهج السلفي الذي تمثلونه والذي لا علاقة له بالسلف الصالح لهذه الأمة، منذ البداية يقوم على تكفير المعارضين وسفك الدماء وتشتيت صفوف المسلمين وتبرير خدمة الكفار واحتلال الأعداء ويستمر نفس الطريق حتى اليوم أي التواطؤ مع أعداء الإسلام ضد الأمة.
نطلب من الله أن يحمي سوريا وثورتها ورجالها وجميع المناطق الإسلامية.
الكاتب: عز الدين القسام (حمد الدين الإدلبي)





