تنظيم الدولة الإسلامية ليس بديلاً لأهل الدعوة والجهاد وإن كان أحمد الشرع هو أتاتورك السوري!
ناقش تنظيم الدولة الإسلامية زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى الولايات المتحدة وانضمامه إلى التحالف الي يرمي إلى مكافحة الإرهاب الذي تقوده الولايات المتحدة والذي بدأ في عام 2016 بشكل غير رسمي، في صحيفته الأسبوعية العالمية “النبأ” وشبه أحمد الشرع بالزعيم العلماني والمرتد في تركيا كمال أتاتورك في مقال افتتاحي بعنوان “أتاتورك في واشنطن”.
يسعى تنظيم الدولة الإسلامية في هذه الافتتاحية إلى المناورة على هذه الخيانة الصارخة التي مارسها الجولاني وخلص إلى أن تنظيم الدولة قد كشفت سابقا عن هذه الخيانة وأن الدولة الإسلامية هي الدولة الوحيدة التي تحمل راية الجهاد ولم تشوهها زاعماً أن جنود الدولة الإسلامية هم منارات في هذا العصر ودعا الجماعات المسلحة الأخرى إلى الانضمام إلى الدولة عندما يرون حقيقة الجولاني.
لا شك أنه لم يكن تنظيم الدولة هو الجهة الوحيد التي حذرت من خيانة الجولاني، بل أشار المرتدون العلمانيون إلى أنه جاسوس وعميل إضافة إلى إشارات الفصائل الإسلامية الأخرى التي ابتعدت عن الجولاني أو الشخصيات الأخرى مثل الشيخ أبي محمد المقدسي الذي أصدر فتوى يصف فيها الجولاني بالجاسوس ويحكم بردته. إذن إن الإشارات التي أطلقها تنظيم الدولة عن خيانة الجولاني وعمالتها لا تؤكد صواب منهجه.
لا يمكن لتنظيم الدولة أن يكون بديلا عن الجولاني الخائن وعصابته نظراً إلى الآراء الخاطئة التي يعاني منها التنظيم وموقفه من المسلمين وأسلوب قتاله. يدعو المنهج الإسلامي الصحيح إلى وحدة أهل الدعوة والجهاد والتركيز على الولايات المتحدة كرأس الأفعى والتركيز على عملائها في سوريا والمناطق الإسلامية التي استولت عليها الولايات المتحدة وأشباه الجولاني.
ظهر موقف الجولاني للأغبياء بعد أن انضم بشكل رسمي إلى التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية. يكفينا هذا السبب وحده لكي يوحد المسلمون صفوفهم في مواجهة الولايات المتحدة والجولاني بغض النظر عن التفسيرات الدينية و يكفي أن نعرف أن الولايات المتحدة والجولاني لا يميزون بين تنظيم الدولة الإسلامية وحركة حماس والقاعدة والجهاد الإسلامي الفلسطيني واتحاد الشافعية والزيدية في اليمن وأي جماعة وفصيل وفرد يحارب الولايات المتحدة وشركاءها.
أمات يكفي هذا السبب إلى جانب عشرات الأسباب الأخرى المسلمين لكي يوحدوا صفوفهم في مواجهة الأعداء والتركيز عليهم؟
يؤخذ على داعش في مثل هذه الحالات أن اعتقل عدداً من أعضاء تنظيم القاعدة في دولة الساحل الأفريقية حيث سأل جنود داعش المحتجزين أين الله وهم يعلمون أن المعتقلين من الأشاعرة بينما لم يسمح أحد لنفسه بأن يسأل المجاهدين في إمارة أفغانستان الإسلامية في عهد الشيخ أسامة بن لادن هذا السؤال.
يشكو الدكتور عبد الله عزام تقبله الله في تفسيره لسورة التوبة كثيرا من الذين يقودهم آل سعود والدول العربية الخائنة.
تضر فكرة تنظيم الدولة بأهل الدعوة والجهاد وقد تكون هذه الفكرة عدوى بين أهل الدعوة والجهاد إن لم يتم علاجها.
الكاتب: أبو أسامة الشامي





