
أخلاق المجاهد (5)
کاتب: أبي عمر السيف – تقبله الله- مفتي المجاهدين في الشيشان.
باب: الجهاد ذروة سنام الإسلام:
عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني عن النار، قال: «لقد سألت عن عظيم وإنه ليسير على من يسره الله عليه، تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت» ثم قال: «ألا أدلك على أبواب الخير؟ الصوم جنة والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، وصلاة الرجل في جوف الليل» ثم تلى: «تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون، فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون» ثم قال: «ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه؟» قلت: بلى يا رسول الله، قال: «رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله» ثم قال: «ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟» قلت: بلى يا رسول الله، فأخذ بلسانه ثم قال: «كف عليك هذا»، قلت يا نبي الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: «ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم»، أو قال: «على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم» رواه أحمد والنسائي والترمذي وقال حديث حسن صحيح.
الجُنَّة: هي ما يستجن به العبد كالمِجَنِّ الذي يقيه عن القتال، والصوم جُنة من المعاصي وجُنة من النار.
ذروة سنامه: وهو أعلى مافيه وأرفعه.
مِلاك ذلك: أي من مَلك لسانه فقد ملك أمره وأحكمه.
باب: ترك الجهاد من صفات المنافقين:
قال الله تعالى: «ويحلفون بالله إنهم لمنكم وما هم منكم ولكنهم قوم يَفْرَقون، لو يجدون ملجأً أو مغاراتٍ أو مُدَّخَلاً لَوَلَّوْا إليه وهم يَجْمَحون».
وقال الله تعالى: «فَرِحَ المُخَلَّفون بمقعدهم خلاف رسول الله وكرهوا أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله وقالوا لا تنفروا في الحر قل نار جهنم أشد حرا لو كانوا يعلمون، فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا جزاء بما كانوا يكسبون».
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من مات ولم يغز ولم يحدث به نفسه مات على شعبة من النفاق» روا مسلم.