
تسليط الكفار في البلاد الإسلامية، سياسة أعلنها الجولاني لجهازه الدبلوماسي
نقد تصريحات وزير الخارجية السوري وتحليلها من رؤية إسلامية وعقدية
أطلق وزير الخارجية السوري السيد أسعد الشيباني تصريحات عن أمن المنطقة والاعتراف بالحدود ولكن هذه التصريحات تستبطن ملحوظات مضللة وتمثل سياسات بعيدة عن المبادئ الإسلامية والسنة النبوية. نقدم هذه التحليلات وفقاً للتعاليم القرآنية وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم والضرورة الملحة لتوحيد صفوف الأمة الإسلامية.
1-الأمن المشترك مع كيان يعادي الإسلام؟
هذا الكلام “أمن تركيا من أمن سوريا” يمكن أن يعدّ نقطة إيجابية إذا كان بمعنى الوحدة ودفع ما يهدد المسلمين ولكن الاتحاد إذا أدّى إلى مصاحبة الكيانات التي تشعل نار الفتن وتشتت شمل المسلين، أمر مرفوض كلياّ. يقول الله سبحانه: «وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ» (هود: ۱۱۳).
الوثوق بالدول التي تتآمر ضد المسلمين وتخونهم، لا يكون مشروعاً بل يعتبر خيانة دماء المسلمين الذين استشهدوا لتحرير الامة وكرامتها.
2- الالتزام بمعاهدة 1974 والقضية الفلسطينية
تشير معاهدة 1974 التي تدعم تواجد القوات الأجنبية خاصة المنظمات الدولية في الحدود بين سوريا وإسرائيل إلى الاعتراف الضمني بالاحتلال الإسرائيلي لفلسطين بينما يؤكد القرآن الكريم: «وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ» (البقرة: ۱۹۱).
إن جهاد المحتلين واجب وطني بل هو واجب شرعي على كل مسلم. إن الالتزام بهذه المعاهدة التي تعترف بوجود هذا الكيان المغتصب ينتهك انتهاكاً صارخا أصل الجهاد والمقاومة الإسلامية.
3-مخاطبة المجتمع الدولي والأمم المتحدة
دعا وزير الخارجية السوري “المجتمع الدولي” و”الأمم المتحدة” إلى الضغط على إسرائيل لمغادرة الأراضي السورية ولكن التجارب التاريخية تثبت أن هذه المنظمات لا تحرك ساكناً ضد الكيان الصهيوني، بلكه كانت تدعمه. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لَا تَسْتَضِيئُوا بِنَارِ الْمُشْرِكِينَ» (سنن أبی داود).
والوثوق بقوى الكفر والمنظمات التي بنتها هذه القوى لاستعادة حقوق المسلمين انحراف واضح عن منهج النبي صلى الله عليه وسلم والسنة لأنها خطة دبرت للتضليل والخداع.
4-توجيه التهمة إلى المقاومة الإسلامية
أكبر خيانة تظهر في تصريحات وزير الخارجية السوري استخدام كلمات أعداء الإسلام قائلاً: “إن المقاومة الإسلامية تشكل أكبر تهديد” ليعطي إسرائيل الضوء الأخضر للاستمرار في عدوانها. يقول القرآن الكريم: «وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ» (الأنفال: ۷۲).
يجب على المسلمين مناصرة إخوتهم أمام الظلم والاحتلال وليس أن يجعلوهم ذريعة وتبريراً لاعتداءات الأعداء.
5-السعي وراء الاعتراف بإسرائيل
إعادة هذا الكلام “سوريا لا تشكل خطراً على إسرائيل” والمطالبة باحترام الحدود تعني إعطاء الضو الأخضر للكيان الصهيوني لمواصلة الاحتلال بينما تكون مقاومة المحتلين والظالمين واجب الأمة وأي تطبيع يعتبر خيانة الإسلام والتعاليم الدينية.
6-ضرورة اتحاد الأمة الإسلامية
تعيش الأمة الإسلامية اليوم مناخاً يسعى فيه الأعداء من كل جهة وصوب إلى تشتيت صفوفها. يحاول وزير الخارجية السوري التطبيع مع الأعداء ومصاحبتهم بدل أن يؤكد على اتحاد الأمة والدعوة إلى المقاومة المشتركة حيث يظن السيد الوزير أنه يعرض أمناً موهوماً عبر هذه التصريحات ولكن القرآن الكريم يقول: «وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا» (سوره آل عمران: ۱۰۳).
النتيجة:
تظهر تصريحات وزير الخارجية السوري انحرافاً صارخاً عن القيم الإسلامية والسنة النبوية وتخدم مشاريع الصهاينة والإمبريالية العالمية وبدل أن تحقق كرامة الأمة الإسلامية، تهدف إلى إذلال المسلمين والتطبيع. يجب أن يعرف المسلمون أن الطريق الوحيد للخلاص هو الجهاد في سبيل الله وتوحيد الكلمة والتوكل على الله. إن التطبيع مع الأعداء وقبول قوانينهم يعدّ خيانة لدماء الشهداء وينفي المبادئ الدينية
الله أکبر، و لله الحمد.
الكاتب: أبو أنس الشامي