
ورثة الخيانة من المغول إلى اليوم
تخيل أننا في زمن غزو المغول، ولكن بدلاً من غازان خان أو هولاكو خان، نقف أمام الجولاني! هذا الجولاني، مثل “أبو غياث” زماننا، كلما قلت له: “أيها الحاكم، إن كفار النيتو والصهاينة قد دخلوا سوريا والشام واحتلوا أراضي المسلمين”، يجيبك: “عجباً! هل أشرقت الشمس اليوم؟” كأن احتلال الكفار عنده طبيعي كطلوع الشمس!
لو كان شيخ الإسلام ابن تيمية حياً، لكتب بلا شك كتاباً جديداً بعنوان “المُذِلُّ في مناقب الخائنين”، وجعل الفصل الأول منه عن الجولاني وأتباعه، لأن شيخ الإسلام كان يقول: “من أعظم الكبائر أن يناصر المرء أعداء الله بقلبه، ثم يدعي الإسلام بلسانه!”.
في زمن المغول، كان شيخ الإسلام يدعو أهل الشام للقيام ضد العدو، أما الجولاني اليوم، بدلاً من الدعوة إلى الجهاد، يدعو الناس إلى السياحة في الأراضي المحتلة، ويقول للكفار: “تعالوا استمتعوا بجمال سوريا، أنتم ضيوفنا!” ولا عجب إن عرض عليهم خصم سياحي أيضاً!
ألا يعلم الجولاني أن الله قال في كتابه: “وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ” (هود: 113)؟ لو سمع شيخ الإسلام هذا، ربما كتب خطبة على رأس الجولاني بدلاً من كتابة كتاب!
شيخ الإسلام كان يقول: “الدين يحيا بالجهاد، لا بالمهادنة مع الكفار”. ولو رأى صمت الجولاني أمام احتلال الصهاينة، لربما أفتى بعزل هذا الحاكم، كما فعل علماء الشام في زمن المغول، لأن حاكم المسلمين يجب أن يكون خادماً للدين، لا خادماً للطاغوت.
والطرفة الحقيقية هنا: لو هاجم المغول الشام في زمن ابن تيمية وكان الجولاني حاكماً، لربما بدلاً من القتال، أقام لهم حفلة استقبال، وفرش السجاد الأحمر لهولاكو وغازان خان! وربما قال لهم: “بدلاً من السيوف، استثمروا معنا وسنبني لكم متنزهاً ترفيهياً في دمشق!”
فيا أهل الشام، استفيقوا! إن صمت الجولاني هذا ليس عن حكمة ولا مصلحة؛ بل هو علامة خوف وخيانة. والله أعلم!
کاتب: إبن التیمیة