
خذ الحق حتى من الشيطان نفسه إذا ظهر!
عندما لم تهدأ الاضطرابات والإثارات لتغيير النظام في سوريا في هذه الأيام ولم يعد الكثير من الناس يرجعون إلى رشدهم، فإن الكلام الصادق الذي يقال عن انحرافات هذا النظام الجديد، يرفضه البعض؛ لأن هذه التصريحات لا تصدرها جماعتهم أوحزبهم لا يسع البعض بالتالي أن يقولوا هذه الكلمات ناهيك عن قبولها.
أيها المؤمن! إذا كنت متأكدا من وجود شيء معروف أو منكر في شريعة الله، فمن نقل إليك حكم شريعة الله عنه، فيجب أن تاخذه إذا كنت مؤمناً، حتى لو كان من يأتيك به من الله هو الشيطان نفسه.
قال أبو هريرة: وَكَّلَنِي رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بحِفْظِ زَكَاةِ رَمَضَانَ، فأتَانِي آتٍ فَجَعَلَ يَحْثُو مِنَ الطَّعَامِ، فأخَذْتُهُ وقُلتُ: واللَّهِ لَأَرْفَعَنَّكَ إلى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قَالَ: إنِّي مُحْتَاجٌ، وعَلَيَّ عِيَالٌ، ولِي حَاجَةٌ شَدِيدَةٌ، قَالَ: فَخَلَّيْتُ عنْه، الی …. فَرَصَدْتُهُ الثَّالِثَةَ، فَجَاءَ يَحْثُو مِنَ الطَّعَامِ، فأخَذْتُهُ، فَقُلتُ: لَأَرْفَعَنَّكَ إلى رَسولِ اللَّهِ، وهذا آخِرُ ثَلَاثِ مَرَّاتٍ أنَّكَ تَزْعُمُ لا تَعُودُ ثُمَّ تَعُودُ، قَالَ: دَعْنِي أُعَلِّمْكَ كَلِمَاتٍ يَنْفَعُكَ اللَّهُ بهَا، قُلتُ: ما هُوَ؟ قَالَ: إذَا أوَيْتَ إلى فِرَاشِكَ، فَاقْرَأْ آيَةَ الكُرْسِيِّ: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [البقرة: 255]، حتَّى تَخْتِمَ الآيَةَ؛ فإنَّكَ لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنَ اللَّهِ حَافِظٌ، ولَا يَقْرَبَنَّكَ شَيطَانٌ حتَّى تُصْبِحَ. فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ، فأصْبَحْتُ، فَقَالَ لي رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ما فَعَلَ أسِيرُكَ البَارِحَةَ؟ قُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، زَعَمَ أنَّه يُعَلِّمُنِي كَلِمَاتٍ يَنْفَعُنِي اللَّهُ بهَا، فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ، قَالَ: ما هي؟ قُلتُ: قَالَ لِي: إذَا أوَيْتَ إلى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ الكُرْسِيِّ مِن أوَّلِهَا حتَّى تَخْتِمَ الآيَةَ: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [البقرة: 255]، وقَالَ لِي: لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنَ اللَّهِ حَافِظٌ، ولَا يَقْرَبَكَ شيطَانٌ حتَّى تُصْبِحَ -وكَانُوا أحْرَصَ شَيءٍ علَى الخَيْرِ- فَقَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أَمَا إنَّه قدْ صَدَقَكَ، وهو كَذُوبٌ، تَعْلَمُ مَن تُخَاطِبُ مُنْذُ ثَلَاثِ لَيَالٍ يا أبَا هُرَيْرَةَ؟ قَالَ: لَا، قَالَ: ذَاكَ شَيطانٌ. (الألباني، صحيح الترغيب 610 / بخاری 2311 / الألباني، صحيح الترمذي 2880)
لذلك إذا كنت مؤمناً، فأنت لا تختلق الأعذار ولا تقول إن الشيطان كذا وكذا وقد بيّن فلان حكم شريعة الله فأنا لن أفعل ذلك. إن لم تفعل حكم شريعة الله بهذه الذريعة، فإنك أنت كاذب وأنت نفسك شيطان بين الناس.
لا يجد المؤمن فرقاً بين المسلم والكافر في الأمور الدنيوية والتجريبية كالطب والتكنولوجيا ولا يمكن له أن يرفض أخذ التكنولوجيا والقضايا التجريبية من هذا الكافر بحجة أن الكافر لديه معتقدات دنيئة ومعادية للإسلام، وعادة لا يوجد مسلم أو كافر يفعل مثل هذا الشيء، بل تعاني مجموعة المنافقين والطفيليات من المسلمين لجلههم من هذا الغباء الذي يعرفون هم أنفسهم أنه غباء وجهل.
فالواجب على المؤمن في قضية تلقي شريعة الله أن يعمل بما أتاه من أي شخص كان ويعمل بالمعروف ويتجنب المنكر، فلا يجوز للمؤمن أن يتحاشى العمل بشريعة الله بذريعة أن فلاناً أتى بحكم الشريعة وبينه.
والآن إن أمر الله واضح لنا جميعاً في مواجهة الكفار المحتلين الأجانب والحكومة العميلة التي تعمل وفقا لمخططات هؤلاء الكفار.
فمن واجب كل مؤمن أن يقاتل في سبيل الله وأن يكمل الثورة التي نهبها الجولاني وحلفاؤه ثم باعوها.
الكاتب: أبو سعد الحمصي