
تأجيل الاحتواء على الجولاني وجماعته يسبب تأجيل الجهاد ضد الصهاينة
ورغم أن الجولاني يبعث رسالة تهنئة لترمب وهو أكبر داعم سياسي وعسكري للصهاينة ويأمل في إحلال السلام في المنطقة إلا أنه لم يبعث رسالة واحدة للدفاع عن مسلمي غزة حتى يدين الإبادة الجماعية والمجازر التي ارتكبها الصهاينة خلال الأشهر الخمسة عشر.
بالإضافة إلى ذلك، فإن جهود الجولاني كلها ومحاولات أمثال بلعام بن باعوراء الذين احاطوا به كانت لتبرير الاحتلال الصهيوني في سوريا بحيث أن لا يصلهم اللهب الذي أشعل في غزة وهم خائفون جدا من أن تخرج الأمور من سيطرتهم وأن يقرر مسلمو سوريا السير على الطريق الصحيح واتخاذ قرار حاسم للإطاحة بهذا العميل ثم التطرق إلى جهاد الصهاينة.
من لم يدرك بعدُ ضرورة انطلاق العمل من دروع الصهاينة ومدافعيهم، ما زالوا يعيشون في أحلام وأوهام، لأن هؤلاء الطغاة الذين يحكومون على المسلمين هم الخطوط الأمامية للدفاع عن الصهاينة وهم أصل المشكلة ولن تعود غزة ولا فلسطين ولا غيرها من الأراضي إلى المسلمين إلا بجهادهم سوف يستمر الصهاينة في قتل الفلسطينيين ويتجرأون على المسلمين إذا لم نقوم بمحاربتهم وجهادهم.
ويجب على المسلمين أن يعلموا أن كل يوم أجلت فيه مهاجمة هذا الطاغية وأصحابه وجنوده هو بمثابة تأجيل الهجوم على الصهاينة، وكلما اقترب العدو الذي يخدم العدو الأكبر والرئيسي، كلما اقتربت الأولوية في محاربة هذا العدو.
يقول الله تعالى : ” يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ قَٰتِلُواْ ٱلَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ ٱلۡكُفَّارِ وَلۡيَجِدُواْ فِيكُمۡ غِلۡظَةٗۚ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلۡمُتَّقِينَ (التوبة: ۱۲۳)
وذلك لأن العدو القريب لديه حقد وخبث أكثر من العدو البعيد ويمنعنا من مهاجمة العدو البعيد ويجعلنا نبتعد عنه وهو يعرقل طريق الجهاد.
يقوم الجولاني وجماعته الآن بتحويل سوريا إلى الأردن ومصر والإمارات لحماية مصالح الولايات المتحدة وحلفائها وإنشاء درع لحماية الصهاينة المحتلين أمام ضربات المجاهدين.
إذا نجح الجولاني وجماعته في تكوين مثل هذا الورم السرطاني في سوريا، فيتعين على المؤمنين وأهل الدعوة والجهاد أن يتنظروا كل الكوارث التي تجلبها حكومات مصر والأردن والإمارات العربية المتحدة وغيرهم من الطغاة للمؤمنين بالشريعة في الأراضي الخاضعة لحكمهم، وعندئذ قد فات الأوان.
الكاتب: عز الدين القسام