
قال الجولاني: لا يمكن أبدا أن نقبل تقدم إسرائيل في سوريا!
هنا علينا أن نتوقف ونصفق! ليس التصفيق لخطاب الجولاني ولكن من أجل المفارقة المريرة التي تكمن في هذه الجملة. يبدو الأمر كما لو أن الجولاني قرر أن يلعب دور “المدافع عن الشريعة” ولكنه يظهر فجأة في منتصف هذه المسرحية كسياسي حديث يتحدث عن تقدم إسرائيل في سوريا.
أولا دعنا نفكر قليلا:
الجولاني الذي دمر بنفسه جزءا من تماسك مجتمع بلاد الشام من خلال سياساته، يشعر بالقلق الآن على إسرائيل؟ نفس الشخص الذي هزّ القيم الإسلامية في هذه الأرض بفتح أبواب بلاد الشام أمام الأفكار الغربية والعلمانية، فهو الآن يتحدث عن “تقدم العدو”؟!
وقال ابن تيمية عن ذلك في مجموع الفتاوى ج 19 : “كل فسادٍ يقع في الأرض، سببه تقصير المسلمين في القيام بما أُمروا به من الشرع والجهاد”.
هنا يجب أن نسأل الجولاني: ألست زعيم الأفكار الزائفة في بلاد الشام؟
يقول ابن تيمية في مجمع الفتاوى ، ج 28: وما ترك قوم الجهاد إلا سلط الله عليهم من يذلهم”.
تخيل أن الجولاني يقول هذا في اجتماع رسمي: لا يمكن أبدا أن نقبل تقدم إسرائيل!
ويسأل أحد الحضور: ولكن هل من الممكن أن نقبل تقدمك في السفور والظلم ورفض القيم؟
الحقيقة هي أن الجولاني بشعاراته الملونة وسياساته المتناقضة لا يدبر حيلة للحفاظ على هوية بلاد الشام بل هو يقوم بعرض دعائي وإذا أردت انت حقا وقف تقدم العدو، فمن الأفضل أن تبدأ بنفسك وأفعالك.
يحذر ابن تيمية في “مجموع الفتاوى” ج 6: وما ضعف المسلمون أمام أعدائهم إلا بتركهم لما أمرهم الله به من القيام بدينه”.
أيهاا الجولاني، إذا كنت صادقاً أرشد بلاد الشام إلى طريق الإيمان والشريعة بدلاً من إطلاق شعارات زائفة وإلا فستكون أنت أيضا جزءا من نفس التقدم الذي تصرخ به وتناهضه اليوم.
الكاتب: ابن تيمية