
قصة الشيخ أبو شعيب المصري تمثل ازدواجية المعايير في حرية التعبير لدى حكومة الجولاني
كان الشيخ طلحة الميسر الملقب بـ”أبو شعيب المصري” من أبرز علماء الدين في هيئة تحرير الشام الذي أصدر مجلة “البلاغ” الأسبوعية التي تضمنت قضايا إسلامية وقانونية.
وقد طرد هذا العالم المصري البارز من هيئة الجولاني بحجة “عدم التزامه المتكرر بسياسات الجماعة لينضم أبو شعيب إلى “حركة أحرار الشام الإسلامية” وقبل خمسة أشهر من طرد الشيخ أبو شعيب المصري من هيئة الجولاني، كان رجل الدين البارز الآخر في هيئة الجولاني أبو اليقظان المصري قد طرد من هيئة تحرير الشام بتهمة “عدم الامتثال لسياسة الجماعة”.
انتقد الشيخ أبو شعيب المصري سياسات هيئة تحرير الشام بطريقة إسلامية والرغم أن الجولاني كان يأخذ كلمات البعثيين القاسية والمهينة وغيرهم من العلمانيين عن طيب خاطر، إلا أنه رفض النصيحة المتعاطفة معه من أهل الدعوة والجهاد. فالجولاني لا يريد منهجاً إسلامية إلا ما يطيعه ويتحاشى الانتقاد والنصيحة. فاختطف جهاز الأمن العام التابع لهيئة الجولاني في مدينة أعزاز الشيخ أبا شعيب المصري بعد صلاة الجمعة في 21 يوليو/تموز 2023 وأودعه السجن.
كان الدكتور إبراهيم شاشو في ذلك الوقت رئيساً لجهاز التفتيش القضائي في وزارة العدل التابعة لحكومة الإنقاذ في إدلب.
لقد أفرج عن الشيخ أبي شعيب المصري من السجن بعد فترة، ولكن بعد أسبوعين من إطلاق سراحه يوم الأحد 23 يونيو 2024 اعتقلته القوات الأمنية التابعة لهيئة الجولاني أمام مسجد الروضة في مدينة إدلب.
كان سبب إعادة اعتقال الشيخ أبي شعيب المصري هو الكشف عن طريقة معاملة النساء والأطفال واعتقالهم وتعذيبهم في سجون هيئة الجولاني ومنذ ذلك الحين سجن الشيخ أبو شعيب المصري في سجون الجولاني دون أن يسمح لأحد أن يزوره في السجن.
ما سبب عدم السماح زيارته؟ هل قُتل الشيخ؟ لماذا لا يبحث عنه المجاهدون الشرفاء وأهالي حلب وشيوخها؟ هل تخلى عنه الإخوة المهاجرون خاصة الإخوة المصريون المهاجرون؟
هل الشبيحة والبعثيون أكثر احتراماً من الشيخ أبي شعيب المصري الذي أطلق سراحههم جميعاً وأعيدوا إلى وظائفهم، بينما لا يزال الشيخ أبو شعيب وعشرات أو حتى مئات من المجاهدين في سجون الجولاني ومصيرهم مجهول؟
هذا هو مصير أهل الدعوة والجهاد الصادقين الذين يريدون الوعظ في حكومة الجولاني على أساس المنهج الإسلامي الصحيح ، ناهيك عن نية القيام بعمل ما. فحسبنا الله ونعم الوكيل..
الكاتب: أبو سعد الحمصي