
لقد سحق الجهاد والحق في سوريا، لا تنتظروا المساعدة من العنيد والمنافق
لقد دخل إخواننا وأخواتنا إلى ساحات القتال في سوريا للجهاد وإقامة حكومة إسلامية ومن ثم تحرير القدس، ثم سفكت دماء الآلاف من المجاهدين الشرفاء والمهاجرين بححج واهية اختلقها أمثال بلعم بن باعوراء بتهمة الخروج والتطرف والعمالة لتركيا والأجانب وغيرهم حتى حل النظام الجديد محل حكم بشار الأسد، ولكن ماذا كانت النتيجة؟
لقد وصلت إلى السلطة حكومة ليبرالية تتبع لتركيا والغرب ولا تطبق “المعلوم من الدين بالضرورة ” في الإسلام فيما يتعلق بالسيادة ولا تزال المحاكم تطبق نفس القوانين العلمانية السائدة في الحكومة السابقة وفي الكثير من الحالات تمّ تنصيب القضاة والمسؤولين الحكوميين السابقين في مناصب القضاء!
هناك بعض الأشخاص المكابرين الذين ما زالوا يرفضون أن ثورة الشعب سرقت وأن النظام الجديد ليس أكثر من دمية تديرها تركيا وتحركها وهذه الدولة أيضاً عضو بارز في حلف شمال الأطلسي وحليف أمني وإستراتيجي للولايات المتحدة والصهاينة، كل من هذه الدول يحتل أجزاء من سوريا.
إن وجود هؤلاء المكابرين الذين يتعمدون اتباع طريق الكفر والفساد عبر الأوهام التي اختلقوها لأنفسهم ليس مسألة عصرنا، ولكن منذ زمن النبي الأول وحتى يوم القيامة توجد مثل هذه المخلوقات الخسيسة التي لا قيمة لها.
ادعى مسيلمة الكذاب في أواخر حياة النبي صلى الله عليه وسلم أنه نبي من خلال الجمع بين الإسلام وأفكاره الخاصة وحلل الخمر والزنا. فمن أراد ذلك فيفعل ومن لم يرغب فيه فلا يفعل وهذا الأمر يضاهي ما يفعله العلمانيون في عصرنا. أعلن المسيلمة الذي تزوج من سجاح أن مهر هذا الزواج جواز ترك صلاة الصباح والمساء. (البلاذري، أحمد بن یحیی؛ أنساب الأشراف، بیروت، دار الفكر، ۱۴۱۷، الأول، ج۱۲، ص۱۹۹ / العسقلانی، ابن حجر؛ الإصابة فی تمییز الصحابة، بیروت، دار الكتب العلمیة، الأول، ۱۴۱۵، ج۸، ص۱۹۹)
تصرف مسيلمة الكذاب وأتباعه وفقأ لباقي شريعة الله وإذا انتبهنا فلا يمكن على الإطلاق مقارنة هؤلاء المرتدين في عهد النبوة وعهد أبي بكر بالمرتدين العلمانيين في عصرنا. فقد تجاهل المرتدون اليوم مئات القوانين من شريعة الله وما يتعارض مع قوانينهم العلمانية وهم فاقوا كثيراً أمثال مسلمية الكذاب شرارة.
إذن كان مسيلمة رجلا شريرا فإذا دعا لمريض مات المريض وإذا لمس رأس الطفل أصابه المرض وإذا بصق في بئر أو إذا شرب ماء من بئر ، كان الماء مالحاً أو جفت البئر.
لكن الكثير من الناس تخلوا عن شرائع الرسول الخاتم صلى الله عليه وسلم وآمنوا بنبوته واتبعوا شرائعه وطلبوا منه الدعاء وساعدوه على قريش بعنادهم وغطرستهم وحميتهم وقال بعضهم بسبب أفكارهم القومية والعنصرية: نعلم أنه كذاب ولكن كذاب ربيعة (قصدوا مسيلمة) أحب إلينا من صالح مضر (قصدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم) .
اليوم هناك الكثير من الناس الذين يعيشون مثل أتباع المسيلمة الكاذبة يعرفون حقيقة الكفار العلمانيين في العالم والمنطقة والمرتدين العلمانيين المحليين حق المعرفة، ويعرفون من هو أمين ومن هو كاذب ومفسد، لكن عنادهم أعمى أعينهم وحميتهم ختمت قلوبهم فهم لا يريدون الاستماع إلى صوت الحق بل إنهم لا يسطيعون فعل ذلك.
إنهم يعرفون مدى فساد وخيانة الزعيم الليبرالي، لكنهم ما زالوا يقفون إلى جانب هؤلاء القادة الفاسدين ضد المؤمنين بالدعوة والجهاد الذين يريدون إعادة الشريعة إلى الحياة الاجتماعية للمسلمين.
هؤلاء وقفوا ضد المسلمين طوعاً من أجل مكابرتهم فليس لهم أي عذر شرعي حيث تمسكوا بقوة السلاح أمام المسلمين ويكون الردّ عليهم بالقوة والسلاح كما يقول اللله تعالى: ” لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ (الحشر/13)
هؤلاء الجهلة المكابرين الذين يحكمون دمشق الآن بدعم من جماعة المنافقين ودعم الكفار الأجانب، ليس لهم عذر ديني شرعي، ويجب أن يحكم عليهم كالبهائم.
المؤلف: أبو عمر الأردني